يقول محمد بوراس، عضو مديرية التاريخ العسكري، إن هذه القطعة من الدرق اللمطية، "تبرز قيمة الفرسان المغاربة في توظيف مختلف الأسلحة وخفتهم في خوض المعارك".
وأوضح بوراس، في تصريح لـLe360، بأنه في إطار مشاركة القوات المسلحة الملكية في فعاليات الدورة الـ13 لمعرض الفرس بالجديدة، تنظم مديرية التاريخ العسكري معرضا تاريخيا تحت عنوان فرسان الجيش المغربي ملاحم خالدة، وذلك بهدف الحفاظ على ذاكرة الجيش المغربي، التي هي جزء من الذاكرة الوطنية".
ويعرض رواق القوات المسلحة الملكية، حوالي 200 تحفة، تتنوع بين الأسلحة، مجسمات المعارك، وأزياء الفرسان.
الدرق اللمطية هي ترس من جلد اللمط، يعود للعصر المرابطي، على شكل كلية مفتوحة، مكون من عدة فرش أو طبقات جلدية مخيطة وملتصقة ببعضها، مدبوغـة بمـواد نباتيـة ومغـلاة في حليـب الإبـل ثـم تجمع فيما بينهـا بطريقـة دقيقة، تبدو على حاشية الواجهة الخارجية ثلاث صفوف من الخيوط أو الشرائط الجلدية.
ويشير المؤرخـون إلى أن المرابطين وخاصة منهـم قبائـل لمتونة برعـوا في صناعـة دروع ممتـازة ومفضلة مـن جـلـود فصيلـة مـن الظبـاء تـعـرف باللمـط الـذي كان يعيش بمدينـة لمطـة (أسرير قرب كلميم).
هـذا الـدرع الشهير يعـد ضـمـن الهدايا الثمينة التي كان يقدمهـا يوسف بن تاشفين إلى الشخصيات التـي يـود تشريفهـا.
وفي وصـف ابن هديل الأندلسي للدرع المرابطـي في كتابه «حليـة الفرسـان وشـعار الشجعان»، يَذكُر أنه كان يتميز بقدرتـه عـلى تحمل ضربات السيف والرماح والسهام. وفي حالة تعرضـه لـخروم أثناء المعارك فإن الجلد يلتئم دون تـرك أي أثـر.
وقـد تـم استعمال الـدرع اللمطـي مـن طـرف المشاة والخيالـة المغاربة إلى غاية ظهـور السـلاح النـاري.
هـذا الـدرع الأصلي المعـروض هو تحفة نادرة اقتنتها مديرية التاريخ العسكري من «كزيرنيس أنترناسيونال» بإيطاليا. ولا يوجد حاليا في العالم سوى قطعتين من صنف هـذا الـدرع ومن الفترة نفسها، محفوظتين بالمتحف الملكي للأسلحة بمدريد والمتحف الملكي بالنمسا.
تصوير ومونتاج: خديجة صبار