وخلال استضافته في إحدى البرامج الإذاعية بتونس، قال المحلل السياسي نجيب الدزيري: إن الرئاسة الجزائرية "اشترطت على رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن خلال زيارتها، نقل الشركات الفرنسية من المغرب إلى تونس مقابل عودة العلاقات بين الطرفين إلى سالف عهدها، وتزويدها بالغاز والبترول".
هذه التصريحات، أثارت جدلا واسعا، وتعرض على إثرها المحلل السياسي المعروف بقربه من الرئاسة التونسية، إلى موجة من الانتقادات ، حيث قال البعض إنها "كذب" وغير معقولة ملقين باللوم على القناة التي استضافته وسمحت له بتمرير هذه التصريحات، فيما اعتبر آخرون أن الجزائر تحاول إمساك فرنسا من "اليد التي توجعها "خصوصا وأن هذه الأخيرة تعيش أزمة طاقة غير مسبوقة.
أزمة بين تونس والمغرب
وتشهد العلاقات الدبلوماسية التونسية المغربية أزمة متواصلة منذ نحو شهر ونصف، حيث قام المغرب باستدعاء سفيره في تونس عقب استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، على هامش قمة طوكيو لتنمية إفريقيا (تيكاد 8)، قبل أن ترد تونس بخطوة مماثلة.
وتطورت الأزمة لاحقا، حيث انسحب وفد مغربي من مؤتمر دولي للمناخ عُقد في مدينة “نابل” التونسية بسبب مشاركة مسؤولين في جبهة البوليساريو فيه.
إقرأ أيضا : كيف حاولت تونس فرض الإشادة باستقبال زعيم البوليساريو خلال اجتماع الجامعة العربية
كما استقبل رؤساء أحزاب مؤيدة للرئيس سعيد مستشارة زعيم جبهة البوليساريو، مؤكدين دعم حزبه لـ"حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".
زيارة بورن خطوة جديدة لتذويب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين
أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، كانت قد خلفتها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شهر شتنبر من السنة الماضية، بعد تشكيكه في "وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، ما دفع هذه الأخيرة (الجزائر) لاستدعاء سفيرها وفق ما كشفه Le360 في تقارير سابقة.
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في 30 شتنبر 2021، تصريحات مثيرة أغضبت الرئاسة الجزائرية وأدخلتها في حالة هستيرية، أدلى بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون خلال مأدبة غداء في قصر الإليزيه، تكريما لثمانية عشر شابا ينحدرون من عائلات عاشت الحرب الجزائرية. حيث قال: إن "التاريخ الرسمي للجزائر أعيدت كتابته بشكل كامل".
ووفق ما نشرته الصحيفة، أكد ماكررون بأن "تاريخ الجزائر لا يعتمد على الحقائق، بل على الضغينة التي تُكنها السلطات الجزائرية نحو فرنسا". متسائلاً: "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي؟".
إقرأ أيضا : بالفيديو: أزمة الوقود تضرب تونس وتشلّ وسائل النقل
هذه التصريحات كانت كفيلة لإحداث زلزالا داخل النظام الجزائري، الذي جند أبواقه الإعلامية للتنديد بتصريحات الرئيس الفرنسي واصفين إياها ب "الغير مسؤولة" ، وصلت إلى حد القطيعة بين البلدين لأشهر. قبل استئناف العلاقات بزيارة قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أواخرغشت الماضي وقع خلالها مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على ما يسمى بـ"إعلان الجزائر" الذي يهدف إلى "شراكة متجددة". وحسب ما نقلته قناة "فرانس24"، فقد كان من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الفرنسي السابق جان كاستكس بزيارة إلى الجزائر في أبريل 2021، لكنها أرجئت في اللحظة الأخيرة في سياق توتر العلاقات الثنائية، لتكون بذلك أول زيارة تقوم بها رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن خارج بلادها بداية الأسبوع الجاري، منذ توليها رئاسة الحكومة في شهر ماي الماضي.