ودعا الملك، في خطابه، شركاء المملكة إلى توضيح موقفهم من قضية الصحراء المغربية بشكل لا يقبل التأويل، وأشار الملك بالواضح إلى أن الموقف الأمريكي لن يتغير وهو اعتراف سيادي؛ نعم لقد شكل الموقف التاريخي الذي تجسد في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه انتصارا للدبلوماسية المغربية مما يعزز الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين الصديقين مع العلم أن هذا الاعتراف جاء في إطار مرسوم من طرف الإدارة الأمريكية. وللتذكير فإن المرسوم التنفيذي، الذي صدر عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يلزم الدولة الأمريكية وهو يندرج ضمن الصلاحيات التي يمنحها الدستور الأمريكي لرئيس الدولة وفقا للفصل الثاني من الدستور الأمريكي.
ومن المعلوم أن المرسوم التنفيذي يمتلك قوة القانون الفيدرالي، علما أن القرار الأمريكي المتخذ هو قرار دولة ويخضع لمبدأ استمرارية الدولة، وهو ينسجم مع قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة، التي تدعو إلى حل واقعي وعملي، قائم على الرغبة في التسوية السياسية، ومن المعلوم أن هذا الاعتراف الأمريكي قد غير التوازنات الاستراتيجية بشمال إفريقيا، وأربك حسابات العديد من الدول وشكل ضربة قاسية لأعداء الوحدة الترابية للمملكة وجاء تتويجا لسلسلة من المحطات الإيجابية للدبلوماسية المغربية بقيادة ملك البلاد.
وفي هذا الإطار، نوه الملك كذلك بالموقف الإسباني تجاه الوحدة الترابية المغربية، الذي يعتبر إيجابيا ويعطي أملا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وسيؤسس لاندماج فعال بالنسبة إلى ضفتي البحر الأبيض المتوسط انتصارا لعلاقات واقعية ترنو إلى مستقبل أفضل.
وأكد ملك البلاد، في خطابه كذلك، أن حجر الزاوية في الدفاع عن مغربية الصحراء هو وحدة الجبهة الداخلية، كما شكر مختلف الدول التي عبرت عن الموقف الداعم لقضية الصحراء المغربية ولمقترح الحكم الذاتي، والتي فتحت قنصليات لها بالأقاليم الصحراوية المغربية.
إن المغرب الدولة الأمة يريد علاقات مبنية على الوضوح والصدق والشراكة الحقيقية والواقعية، وهو ما أكد عليه عاهل البلاد في أن على الدول التي ترنو إلى علاقات أفضل وأمتن أن تخرج من منطقتها الرمادية، وأن تعبر عن موقفها بكل شفافية ووضوح انتصارا للموقف المغربي العادل والمشروع. إن خطاب ملك البلاد خطاب الصراحة والجرأة والحكمة والواقعية وهو يحمل العديد من الإشارات إلى من يهمهم الأمر.