ورغم ذلك حاولت القوة الضاربة العظمى بواسطة أبواقها الإعلامية أن تطبل لسيرك الافتتاح الذي اعتبرته فريدا في زمانه.
وها هي اليوم تستفيق من وهمها على وقع رسالة شديدة اللهجة من طرف اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، تضمنت مجموعة من الانتقادات اللاذعة، بسبب العديد من الأخطاء التنظيمية، ومما جاء في الرسالة، أن خطة التنقل كانت فاشلة مما ترتب عنه عدم وصول ستين شخصا من اللجنة التنفيذية والضيوف الكبار إلى الملعب في الوقت المحدد، وتعرضوا لاستفزازات وتهديدات أثناء الدخول الذي تعطل لعدة ساعات.
وسجلت الرسالة غياب المتطوعين والمساعدة الطبية وإمدادات المياه الصالحة للشرب.. مبدية أن بداية هذه الألعاب خلفت انطباعا سيئا على المستوى التنظيمي، فضلا عن إزاحة بعض الدول من خريطة الحوض المتوسطي، وكذا غياب التجهيزات الرياضية بالقرية الأولمبية، ومنع صحافيين مغاربة من ولوج التراب الجزائري رغم حصولهم على التراخيص من اللجنة الدولية، وخلصت الرسالة الصادمة الى أن الانطباعات الأولى للدورة كانت جد سلبية، كما طلب من رئيس اللجنة المنظمة الاعتذار...
ومادام الشيء بالشيء يذكر، نجد أنه قد انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي "هاشتاغ: أوقفوا مهازل التلفزيون الجزائري"، أطلقه ناشطون للتعبير عن غضبهم من طريقة نقل القناة العمومية للألعاب المتوسطية، حيث يغيب النقل المباشر في بعض الرياضات رغم امتلاك القوة الضاربة لأزيد من ثماني قنوات عمومية.
لقد كتب إعلامي جزائري بقناة "سكاي نيوز" يقول: "على اليتيمة (تسمية يطلقها الجزائريون على القناة العمومية) أن تعترف بفشلها التقني في تغطية ومواكبة الحدث المتوسطي".
لقد قامت "اليتيمة" بنقل عشوائي وكارثي، وكأنها تنقل دورة ما بين الأحياء.
هكذا توالت فضائح القوة الضاربة، حيث نادى المنادي: ثم ماذا بعد؟ قال إنها الجزائر التي تحتضن حوالي 30 ألف مهاجر إفريقي من دول جنوب الصحراء يتواجدون بمدينة مغنية المتواجدة بالقرب من الشريط الحدودي الجزائري - المغربي، حسب ما ذكرت وكالة "أوربا بريس" وصحيفة "لاراثون" الاسبانية.
ثم قال وماذا بعد؟ قال ان اللعبة انكشفت، وأن هناك صكا للاتهام ضد رجال عصابات منظمين ومدججين بالعصي والسلاح، وأن الشكوك تحوم حول جماعات من الارهابيين اندسوا وسط جموع المهاجرين المغلوبين على أمرهم قادمين من أرض القوة الضاربة، قبلة المرتزقة والانفصاليين وقطاع الطرق والمشردين، وهم متهمون بالإخلال بالنظام العام وتهديد الأمن الداخلي للدول.
ثم قال، وماذا بعد؟ قال لقد وافق أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) على وثيقة تعتبر قطع الغاز عن إسبانيا بمثابة عدوان عسكري، وحسب الدليل الجديد لحلف الناتو المكون من 16 صفحة، فإن العمليات العدوانية ضد الحلفاء يمكن أن تصل إلى مستوى الهجوم المسلح ويمكن أن تدفع مجلس الناتو إلى استخدام المادة 5، التي تعتبر أن أي هجوم أو عدوان مسلح ضد أي طرف منهم يعتبر عدوانا عليهم جميعا...
ثم قال وماذا بعد؟ قال، خزينة القوة الضاربة أفلست جراء تمويل الإرهاب والانفصال وشراء سلاح الخردة وتكديس المال العام الجزائري بأبناك خارجية...
ثم قال وماذا بعد؟ قال الشعب الجزائري يئن من فرط الغلاء والطوابير، مما أجج الحراك الشريف...
ثم قال وماذا بعد؟ قال، إن "الجنرالات" يسيرون بالبلاد إلى الخراب والهلاك...