الجزائر تختار عشية بدء الألعاب المتوسطية من أجل اتهام المغرب بـ"التآمر"

وصول البعثة المغربية إلى وهران للمشاركة في الألعاب المتوسطية

وصول البعثة المغربية إلى وهران للمشاركة في الألعاب المتوسطية . DR

في 26/06/2022 على الساعة 16:15

أخرج النظام الجزائري، قبل ثلاثة أيام فقط من افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران، الحلقة الثانية مما يسميه النظام الجزائري "اعترافات" محمد بن حليمة، الذي تم ترحيله من إسبانيا في مارس الماضي. وصرح العريف السابق فيها أنه "وقع في مصيدة مشروع صهيوني مخزني لاستهداف الجزائر".

"رحلة الخيانة.. تفاصيل المؤامرة"، هذا هو العنوان الجذاب للحلقة الأخيرة لما يسميه الجزائريون "دحدوحيات" لوصف الأكاذيب التي تواصل المخابرات الجزائرية إنتاجها في سجونها.

فعشية افتتاح دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي تقام منذ يوم السبت 25 يونيو في وهران، كان متوقعا أن تصدر مناورة بئيسة جديدة عن النظام الجزائري، الذي يحس بقلق شديد من خطر اندلاع مظاهرات شعبية خلال حضور وفود من دول البحر الأبيض المتوسط في هذه المدينة الواقعة غربي الجزائر.

هذه المخاوف لها ما يبررها حيث ذهب الرئيس الجزائري إلى هناك في أول زيارة له داخل البلاد منذ انتخابه في دجنبر 2019. وأقل ما يمكن قوله هو إن الوهرانيين قاطعوا تماما عبد المجيد تبون.

وهكذا، وبينما كان ينتظر أن يمثل أمام المحكمة العسكرية ليشرح للقضاة أسباب فراره من الخدمة وتصريحاته عن الجيش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن محمد بن حليمة قدم "اعترافات" جديدة في شريط فيديو جديد نشر مساء الأربعاء الماضي.

بحسب تصريحاته التي نقلها البوق الدعائي الرسمي للنظام الجزائري، أي وكالة الأنباء الجزائرية، أوضح "بن حليمة أنه بعد تعامله مع الإرهابيين العربي زيتوت وأمير بوخرص وآسيا كشود، بدأ يكتشف نواياهم الحقيقية وأنه وقع في مصيدة مشروع صهيوني مخزني لاستهداف الجزائر".

وما هي هذه المؤامرة المغربية أو الإسرائيلية التي تستهدف الجزائر؟ وبحسب الاعترافات التي تمليها المخابرات الجزائرية، يقول بن حليمة إنه اكتشف "اليد المخزنية" عندما فرضت عليه الإقامة الجبرية بفرنسا لإقامته بشكل غير قانوني بهذا البلد. هناك، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية، "حاول المدعو وليد كبير الذي يقطن بالمغرب وشارك في الحراك الشعبي بالجزائر وكانت له علاقات مع هشام عبود ومهدي غنيم، نقله إلى المغرب، كما حاولت الإرهابية آسيا كشود إقناعه بنفس الأمر. وفي هذا الصدد، اعترف أن الارهابي زيتوت أخبره بأن أمير بوخرص له علاقة مباشرة مع المخزن المغربي ويتلقى من السلطات المغربية أموالا طائلة".

وفي النهاية، يقول بن حليمة إنه "قرر الهروب إلى انجلترا بدل المغرب منتحلا شخصية يهودي".

المغرب هنا، المخزن هناك... كل ما تبقى هو إلباس هذه الرواية برداء "الإرهاب"، وهو عنصر أساسي في كل المناورات البئيسة التي تبرع في حياكتها الطغمة العسكرية الجزائرية. وهكذا، فإن كل المعارضين الجزائريين في المنفى الذين يصفون بـ"الإرهابيين" ولهم صلات بالمغرب، متهمون بـ "تمويل الإرهاب".

"قال بن حليمة إنه ربط اتصال مع عبد الله دريسي وهو "الذراع الأيمن" للإرهابي العربي زيتوت في فرنسا، والذي أكد له أنه يقوم رفقة آخرين، بجمع التبرعات من المساجد لإرسالها إلى أفغانستان، وكشف له أن هناك "أصحاب شركات يمولون نشاطات رشاد" الإرهابية"، تواصل الوكالة الدعائية للنظام الجزائري.

وقمة التناقضات في هذه "الاعترافات" المنتزعة، يؤكد بن حليمة أن زيطوط، "عميل المخزن"، كان قد نصحه بتجنب أمير بوخرص، الذي هو أيضا "عميل المخزن"، إلى جانب كونه "إرهابي" تابع لحركة رشاد التي ينتمي إليها زيطوط.

لا عجب في هذه الاتهامات بوجود "مؤامرة تستهدف الجزائر"، عندما نعلم أن "اليد الأجنبية" استخدمت هي الأخرى لإرسال العديد من الجنرالات إلى السجن. هذه هي حالة الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية، اللواء محمد بوزيت، الذي أقيل من منصبه في يناير 2021، ثم زج به في السجن في شتنبر 2021 بحجة تواطؤ مزعوم مع طرف أجنبي والمس بالأمن القومي. وهو اتهام أدى إلى سجن لواء آخر، وهو محمد قايدي، أحد أفضل الأطر "الشابة" داخل الجيش الجزائري، والذي أقيل في نونبر 2021.

والمثير للدهشة هو أن الأشخاص "المرحلين" لم يخضعوا أبدا للطريقة الدحدوحية.

لماذا لم تنجح الاستخبارات الجزائرية في "اختلاق" اعتراف لضابط الصف قرميط بونويرة، العلبة السوداء لرئيس أركان الجيش الجزائري السابق أحمد قايد صالح، الذي توفي في دجنبر 2019؟ بعد ترحيله من تركيا في 2020، سلم بونويرة للدبلوماسي السابق والمعارض العربي زيتوت مجموعة من الوثائق المهمة المصنفة على أنها "سرية للغاية"، تتعلق بالممارسات المافوية للجنرالات الجزائريين. هذه الوثائق، التي وقعت في أيدي المخابرات التركية، تم تسليمها أيضا إلى الجنرال الهارب الغالي بلقصير، الرئيس السابق للدرك الجزائري.

أين اعترافات الدركي محمد عبد الله الذي سلمته إسبانيا للجزائر والذي كان على اتصال دائم بكل هؤلاء المعارضين الجزائريين الذين يستشهد بهم بن حليمة اليوم؟

ما هو مؤكد هو أن العديد من وسائل الإعلام الجزائرية المقربة من الجنرالات قد نشرت، منذ شهر مارس الماضي، اتهامات كاذبة ودعائية بشكل أساسي، مفادها إن المغرب يستعد للاستفادة من دورة الألعاب المتوسطية لإرسال إلى وهران، ضمن "وفده القوي"، "جواسيس" يعملون أيضا "لصالح الموساد الإسرائيلي". وهذه الدعاية البئيسة بالتحديد، والتي تم تعزيزها بـ"اعترافات" بن حليمة التي أملاها العسكر الجزائري، شكلت ذريعة في الأيام الأخيرة لاستهداف الصحافيين المغاربة الذين أتوا لتغطية هذه الألعاب.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 26/06/2022 على الساعة 16:15