جاء ذلك في سياق جرد تاريخي للمطبات السياسية التي هزت العلاقات الجزائرية التونسية، بدءً من "تنكر" الجزائر للحقوق التاريخية لتونس في صحرائها، مضيفا أنها "حثت الرئيس بورقيبة على التنازل عنها، قبل أن يستسلم بالفعل للضغوطات الجزائرية سنة 1968".
وأردف ونيس قائلا إن التونسيين حينها لم يتحملوا الموقف، وإنهم قد "انزعجوا" من قرار رئيسهم الذي كان يرى في هذا التنازل "إنقاذا لبلاده من بطش جزائر بومدين"، ومما سماه "قنبلة موقوتة وجب الحسم في أمرها وفي توقيت انفجارها".
واستطرد الوزير السابق قائلا ومستنتجا أن تونس لم تنج فعلا من اعتداءات وأطماع جارتها، خصوصا سنة 1980، حيث ''تعرضت تونس خلالها لهجوم مسلح، قامت به مجموعة مسلحة من الكوماندوز عندما تسللوا إلى مدينة قفصة التونسية، قادمين من الجزائر، وانتشروا في الجنوب التونسي، وقتلوا ودمروا ما استطاعوا...".
إلا أن الجيش التونسي تدخل آنذاك ليجهض المحاولة اليائسة للتدخل الجزائري، مما أسفر عن إلقاء القبض على زعيم المتمردين، وتسجيل شهادته بتفاصيلها، ليستنتجوا بذلك، ومما لا يدع مجالا للشك، تورط النظام العسكري الجزائري في ذاك العدوان السافر على الصحراء التونسية.
ولكي يؤكد الوزير السابق حقيقة كل تلك الوقائع، فقد استند إلى تصريح للرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي لمجلة ''جون أفريك'' الصادرة بتاريخ 12 ماي 1982، والذي أكد فيه أن الرئيس الجزائري هواري بومدين هو من صمم داك الهجوم المسلح على الصحراء التونسية.
كما أضاف الوزير أيضا أن الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي كان قد أعاد الحديث عن هذه الحادثة، مؤكدا بأنها اضطرت التونسيين بعد ذلك إلى إعادة النظر في العلاقات مع الجزائر، وأن تونس بقيت على يقظة مستمرة على تلك المناطق منها، بسبب غياب الثقة في الجارة الجزائرية ''إلى يومنا هذا''.
وقبل أن يختتم الوزير تدخله، فقد تساءل عن أمر من هذا القبيل وعن الدوافع التي مكنت الجزائريين من تمويل هذه "الدسائس"، قبل أن يستنتج بأن الأمر يتعلق أساسا بمحاولة إقحام المغرب وموريتانيا في الحروب، مسلما في تحليله وقراءته بأن تونس قد تلقت تلك الضربة بسبب حيادها ورفضها للغرائز الجزائرية البومدينية التي ''لا يمكن للتونسيين نسيان تاثيراتها''.