الجزائر تستشيط غضبا بعد الإعلان عن البدء في عكس مسار تدفق خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي

وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب ونظيرته الإسبانية تيريزا ريبيرا

وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب ونظيرته الإسبانية تيريزا ريبيرا . DR

في 28/04/2022 على الساعة 09:00

لا تنظر الجزائر بعين الرضا للشراكة الطاقية بين المغرب وإسبانيا، والتي تهدف إلى عكس مسار تدفق خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي. في بادرة عدائية جديدة تجاه المملكة، ذهب وزير الطاقة والمناجم الجزائري إلى حد التهديد بقطع شحنات الغاز عن الزبناء الإسبان. موقف مثير للشفقة.

توصل وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب "اليوم ببريد إلكتروني من نظيرته الإسبانية، السيدة تيريزا ريبيرا، تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن بلاغ لوزارة الطاقة الجزائرية الذي أوضح أن "الشروع في هذه العملية سيتم اليوم أو غدا".

وأضاف المصدر ذاته أن وزارة الطاقة والمناجم حرصت على التأكيد أن "أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان".

وتعبر النبرة التهديدية لبلاغ الوزارة الجزائرية عن شعور بالكراهية والغضب العاجز تجاه المغرب، الذي ولج إلى السوق الدولية للغاز الطبيعي المسال. وهكذا، يستعد المغرب لاستقبال الشحنات الأولى من الغاز المخصصة لتزويد محطتي توليد الكهرباء في عين بني مطهر وتهدارت اللتين تم إغلاقهما منذ انتهاء العقد بين المغرب (المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب) والجزائر (سوناطراك)، في نهاية شهر أكتوبر الماضي.

خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته يوم الجمعة 15 أبريل، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي، ليلى بنعلي، أن المغرب لن يحصل على الغاز لا من السوق الإسبانية ولا من السوق الأوروبية. ستقوم إسبانيا فقط بإتاحة بنيتها التحتية للمغرب (القسم الإسباني من خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي) لنقل الغاز إلى المغرب من خلال عكس تدفق أنابيب الغاز المغاربي-الأوربي.

وأوضحت الوزيرة أن "الفرق المغربية واجهت تجارا محترفين وتمكنت من تطوير قدرة تفاوضية لم تكن موجودة من قبل. فالمغرب لم يشتر قط الغاز الطبيعي المسال".

وحرصت على التأكيد على أنه "بالرغم من الأحجام، كان هناك إقبال على السوق المغربية. فقد تلقينا عشرات الردود. ويتعلق الأمر بعقود متوسطة الأجل"، لكن الوزيرة لم تخض في تفاصيل هذه العقود (السعر والكمية وبلد المورد).

في بداية دجنبر الماضي، وفي الوقت الذي كانت فيه المناقشات والمفاوضات بين المغرب وإسبانيا تجري على قدم وساق، حرص مصدر في المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (وهي المؤسسة المسؤولة عن تشغيل وتدبير شبكة أنابيب الغاز)، ردا على سؤال طرحه Le360، على التأكيد على أنه إذا كان من المقرر اعتماد خيار التوريد من إسبانيا، فإن الأمر لن يتعلق بتوريد الغاز الجزائري إلى المغرب بشكل ملتو، كما تحب بعض وسائل الإعلام الإيهام بذلك (خاصة وسائل الإعلام الجزائرية، وعلى رأسها بطبيعة الحال وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية)، أو الغاز المأخوذ من السوق الإسبانية، في منافسة مع المستهلكين المحليين في هذه الفترة التي تعرف ارتفاعا في الأسعار.

اعتقد النظام الجزائري أنه سيخنق المغرب ويغرق المدن المغربية في الظلام من خلال اتخاذ قرار أدى في النهاية إلى نتائج عكسية ارتدّت على أصحابه. حتى أن مهرج النظام، عمار بلاني، قارن باستهزاء قسم خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي العابر للمغرب بآلة ديدجيريدو. لكن في أي منطقة تحول الجزء من خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي إلى ديدجيريدو؟ والأدهى من ذلك هو أن الشيوخ الماسكين بزمام السلطة في الجزائر لا يملكون حتى نفسا للنفخ فيها.

تحرير من طرف وديع المودن
في 28/04/2022 على الساعة 09:00