عمدت الخطوط الجوية الجزائرية قبل أيام، إلى إصدار منشور يذكِّر بالتاريخ الأندلسي وخاصة المغربي لمدينة تلمسان، بهدف الترويج للسياحة في هذه المدينة، مما أثار حفيظة أبواق الطغمة العسكرية، التي تكِّن كرها شديدا لكل شيء يتعلق بالمغرب، الأمر الذي دفع شركة الطيران الجزائرية إلى حذف التدوينة الأصلية، واستبدالها بأخرى تتجاوب مع الدعاية السياسية للنظام الجزائري وأبواقه.
وفي هذا السياق، سأل موقع le360، الأستاذ الباحث في الأدب المغربي والأندلسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة جمال حدادي، عن حقيقة أصول مدينة تلمسان، وهل تحتوي معالمها ومعمارها تراثا مغربيا، حيث اعتبر حدادي الأصول التاريخية المغربية لمدينة تلمسان، هي وثيقة تاريخية لا يمكن إطلاقا تغييرها أو القفز عليها، مبرزا أن مرور المغاربة بهذه المدينة الواقعة شرق المغرب، بل وخضوعها للدولة المغربية، بدأ منذ إنشاء الدولة الإدريسية قبل أزيد من 12 قرنا، أعقبه ما سمَّاه ذات المتحدث "الحضور الكبير للدولة المرابطية والدولة الموحدية والمرينية"، مما يؤكد على السيادة المغربية على هذه المدينة، حسب حدادي.
وأشار حدادي إلى أن المرابطين اتخذوها مركزا عسكريا، وأطلقوا عليها اسم "أكادير"، وهي إشارة إلى التقاطع بين تلمسان ونظيرتها في المغرب، إضافة إلى إنشاء الجامع الأكبر بها، كرمزٍ ثانٍ من رموز السيادة المغربية على تلمسان، حيث تضم هذه المعلمة الدينية خطوطا كوفية، وهو الخط الذي كان يرتبط مباشرة بالدولة المرابطية، إذ يطلق على هذا النوع من الخط، اسم "الخط المرابطي".
وأكد ذات المتحدث على أن هذه الدلائل وأخرى تبرهن بقوة أن السيادة المغربية كانت على مدينة تلمسان منذ سنة 172 هجرية، داعيا في الوقت ذاته الأساتذة الباحثين إلى الاهتمام بالتراث والتاريخ المغربي، ومنوها بمجهودات وزارة الثقافة التي أطلقت مؤخرا مشروعا لإحياء التراث والإرث التاريخي للمغرب، والعمل على توثيقه وصيانته من التحريف، أو نسبه لدول ومناطق أخرى.