إنها صرخة غضب واحتجاج أطلقتها صحراوية من مخيمات لحمادة، بالقرب من تندوف، ضد إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو.
في تسجيل صوتي تمكن Le360 من الحصول عليه، تبدأ هذه "اللاجئة" بالتوسل إلى الله في شهر رمضان المبارك "لإحلال السلام لهم وإخراجهم من محنتهم الطويلة"، هي وباقي سكان المخيمات الصحراوية الواقعة في جنوب غرب الجزائر.
بعد الإعلان عن هجوم مزعوم بطائرة بدون طيار استهدف عربات قرب بئر لحلو في المنطقة العازلة فجر الأحد 10 أبريل، هذه الأم تتوجه بالخطاب مباشرة إلى إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو. توجه له انتقادات لاذعة: "يجب أن يعلم أنه لم يفعل لنا شيئا جيدا أو إيجابيا. والأسوأ من ذلك أنه أعلن الحرب في الوقت الذي لا يملك الإمكانيات لخوضها. إنه يرتاح على كرسي الأمانة العامة ويقضي وقته في التهام لحم الماعز ويتسلل من خيمة إلى أخرى. وبينما يجب أن يكون في المقدمة وأرسل أبنائه للعيش في الخارج، يضع أطفالنا عرضة لطائرات بدون طيار وفي ميدان حرب خاسرة مسبقا".
في اللهجة الحسانية، حيث لا يجب أن يقال كل شيء، يتعلق الأمر بانتقاد مبطن موجه للجيش الجزائري، الذي يتمثل استعراضه للقوة في فرض حصار قاس على مخيمات لحمادة لمنع أي شخص من الهروب.
والدليل على ذلك، إذا لزم الأمر، هو أن الصحراويين في مخيمات تندوف، على الرغم من كل شيء، هم على دراية تامة بالنكسات الأخيرة التي تلقتها الجزائر والبوليساريو في المجال الدبلوماسي. وقد طلبت اللاجئة الصحراوية من زعيم البوليساريو أن "يترك العالم في سلام والبلدان تقرر بسيادة ما تريده". في إشارة واضحة إلى المنعطف التاريخي الذي اتخذته الحكومة الإسبانية من خلال دعمها الواضح لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء. ومع ذلك، بالنسبة للصحراويين في المخيمات، عندما تعترف القوة الاستعمارية السابقة نفسها بمغربية الصحراء، فإن هذا يعني بوضوح أن الأطروحات الانفصالية فشلت فشلا ذريعا.
وختمت صرختها بالتوسل إلى الله أن "يخلصهم بسرعة" من إبراهيم غالي الذي "جوع سكان المخيمات وسلم الآخرين إلى ضربات الطائرات بدون طيار".
يشار إلى أن موقع ميناديفونس (menadefense.net) الجزائري، وهو نفس الموقع الذي أعلن عن الهجوم المزعوم بطائرات مسيرة مغربية ضد سائقي شاحنات جزائريين يوم ثاني نونبر الماضي، نشر مرة أخرى خبرا يوم الأحد الماضي تحت عنوان: "الشاحنات الجزائرية تقصف من قبل القوات المغربية في موريتانيا". وسرعان ما نفته "وكالة" دعاية البوليساريو، التي أعلنت أن الضربة وقعت في المنطقة العازلة واستهدفت بشكل أساسي "الصحراويين وممتلكاتهم"، دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل.