وكالة الأنباء الجزائرية: ملك المغرب هو ممول مسلسل "الجزائر السرية"

DR

في 21/02/2022 على الساعة 15:00

لايزال النظام الجزائري مصدوما من المسلسل التلفزيوني "الجزائر السرية" الذي بثته قناة آرتي (ARTE) الفرنسية الألمانية. فوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية وصفته بأنه "مسلسل تلفزيوني يهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر"، والأدهى من ذلك أنها ادعت بكل وقاحة أن "العاهل المغربي هو من موّل هذا المسلسل".

بعد ثلاثة أيام من بثه على قناة آرتي، يواصل مسلسل "الجزائر السرية" إثارة الكثير من الحبر في وسائل الإعلام الرسمية للنظام الجزائري. يوم الأحد 20 فبراير، استقدمت وكالة الأنباء الجزائرية، الأداة الدعائية للطغمة العسكرية الجزائرية، محللا سياسيا اسمه حسن قاسمي. هذا الأخير قدم على أنه "خبير" غير أنه هو في الواقع إطار بوزارة الداخلية الجزائرية، حيث يشغل حاليا منصب "مدير الدراسات"، بعد أن كان سابقا مدير الهجرة في الوزارة نفسها.

وبحسب هذا "الخبير"، فإن المسلسل التلفزيوني "الجزائر السرية" يهدف إلى "زعزعة استقرار الجزائر عشية حراك افتراضي تم تنظيمه على منصات التواصل الاجتماعي من طرف بعض العناوين الإلكترونية (IP) المتموقعة في كل من المغرب والكيان الصهيوني وباريس"، مدعيا بكل وقاحة أن "العاهل المغربي قد مول هذا المسلسل الذي يسرد أحداثا لا علاقة لها بالواقع".

هذا الهوس الهستيري للنظام العسكري-السياسي الجزائري بالمغرب يذكرنا بقصاصة بتاريخ 4 يناير الماضي، كتبت فيها وكالة الأنباء الجزائرية، ردا على تقرير البنك الدولي الأخير الذي توقع حدوث "زلزال اقتصادي" في الجزائر، أن صاحب التقرير، وهو تونسي، هو صديق للأمير المغربي مولاي رشيد. في دعايتها الموجهة للاستهلاك الداخلي بالتحديد، تتجاوز الطغمة العسكرية حدود المعقول. ولا تخشى حتى من السخرية. هذه سمة من سمات الأنظمة الاستبدادية والمحتضرة. مع مثل هذه الدعاية البئيسة والمشينة، تمكن النظام الجزائري من تجاوز نظام كوريا الشمالية.

وهكذا، فإن وكالة الأنباء الجزائرية تقدم "الجزائر السرية " كمحاولة "إحياء الحراك في نسخته التخريبية" و"مؤامرة ضد الجيش الوطني الشعبي"، في حين أن "الجزائر حاليا هي بصدد إقامة شراكات اقتصادية وأمنية مع الأوروبيين والروس والصينيين والعالم العربي وأمريكا".

بعد المغرب، هاجمت وكالة الأنباء الجزائرية كاتب سيناريو المسلسل عبد الرؤوف ظافري، الذي وصفته بأنه "منتج نكرة قريب من الاوساط الصهيونية التي تربطها علاقات مع المخزن، وأنه كرس وقته لانتقاد الجزائر".

نعم، دائما المخزن. كل ما يحدث في الجزائر هو بسبب المخزن. لقد أصبح رد فعل سريالي، مزحة تثير الضحك والسخرية. إن النظام العسكري الجزائري يتعامل مع الجزائريين كأطفال، ظنا منه أنه سيتنصل من مسؤولية عن عدم كفاءته بتوجيه أصابع الاتهام في كل مرة إلى المغرب.

مع ذلك، فإن المسلسل التلفزيوني الذي بثته قناة آرتي أظهر فقط الممارسات المعروفة داخل الجيش الجزائري. يصور مسلسل "الجزائر السرية" جنرالا، رئيس المخابرات الجزائرية، وهو يستدرج صانع أسلحة وتاجر أسلحة ألماني إلى الجزائر العاصمة لتوقيع عقد أسلحة، قبل أن يختطفه إرهابيون تابعون للجنرال. الهدف: المطالبة، باسم الإرهابيين المزيفين، بفدية قدرها 50 مليون دولار تنوي عشيرة الجنرالات تقاسمها فيما بينها.

كما أوضح كاتب السيناريو عبد الرؤوف ظافري، في مقابلة، أن "الحمض النووي الجزائري" هو الذي دفعه على الفور إلى اقتباس رواية "السلام على أسلحتهم" للكاتب الألماني أوليفييه بوتيني.

وقال عبد الرؤوف ظافري: "تعجبني الأماكن التي يتواجد فيها الفاسدون والمفسدون لأنها تصنع دراما جيدة! المسلسل يقول إن الجزائر تغرق. الشعب الجزائري شريف ومن طينة عالية جدا ويستحق أكثر بكثير من الحكومة التي لديه حاليا. البلد تحت سيطرة الطغمة العسكرية التي تستنزف خيرات البلد".

بالنسبة لعبد الرؤوف ظافري "أوروبا تؤيد ما يحدث في الجزائر! إن التساهل الموصوف في "الجزائر، سري" هو تساهل اقتصادي مع ألمانيا. هل تدرك أن الجزائر اشترت ما قيمته 22.5 مليار يورو من الأسلحة من ألمانيا بينما المواطنون يموتون من الجوع".

لذلك لا ينبغي أن نتفاجأ إن قام نظام الجنرالات الطاعنين في السن بنشر قائمة جديدة من "الإرهابيين" تضم اسم عبد الرؤوف ظافري في العدد المقبل من الجريدة الرسمية.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 21/02/2022 على الساعة 15:00