وردا على سؤال حول تعبئة الجزائر وجنوب إفريقيا من أجل سحب صفة مراقب عن إسرائيل داخل الاتحاد الإفريقي، أشار ناصر بوريطة إلى أن المغرب "يؤيد تطبيق قوانين هذه المنظمة"، مؤكدا في هذا السياق أن "الاتحاد الأفريقي قد تغير ولم يعد حكرا على دولة أو دولتين (الجزائر وجنوب إفريقيا، ملاحظة المحرر)"، ومذكرا بأن "أربع وأربعين دولة إفريقية لديها علاقات مع إسرائيل".
وشدد رئيس الدبلوماسية المغربية على أن من بين الدول الأربع التي تعارض وضع مراقب هي جنوب إفريقيا التي استقبلت مع ذلك السفير الإسرائيلي قبل أسبوع. وتساءل: "كيف تقبل واقعا في بلدك وتأتي لفرض العكس على مستوى الاتحاد الأفريقي؟".
وعن سؤال حول موقف المغرب من علاقاته التجارية مع إسرائيل والقضية الفلسطينية، قال ناصر بوريطة إلى إن "المغرب ملتزم إلى جانب الشعب الفلسطيني". وأضاف "نحن مع حل الدولتين"، مذكرا في هذا الإطار بأن هذا يعني "الاعتراف بدولتين".
وبشأن موضوع التوتر مع الجزائر التي تتهم المغرب بالتعاون عسكريا مع إسرائيل من أجل ترهيبها، كشف وزير الخارجية المغربي عن تناقضات و "تجاوزات" الدبلوماسية الجزائرية، مذكرا أنه "عندما قررت الجزائر قطع العلاقات (مع المغرب)، كانت هناك ست أو سبع نقاط (مطروحة) وليس هذه النقطة فقط "، في إشارة إلى خطاب رمطان لعمامرة الذي عاد إلى حرب الرمال عام 1963 لتبرير، في غشت 2021، قرار النظام الجزائري بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب من جانب واحد.
وأعلن بوريطة أن "مقاربة جلالة الملك محمد السادس هي عدم مسايرة التصعيد والتركيز على ما يوحدنا وليس على ما يفرقنا". ووصف الوزير تصرفات النظام الجزائري بأنها تجاوزت كل الحدود، مستشهدا في هذا الصدد بجملة لرجل الدولة الفرنسي تاليران: "كل ما جاوز الحد هو عديم الأهمية".
في الختام حول قضية الصحراء، أكد ناصر بوريطة أن "المغرب مع حل في إطار الأمم المتحدة وفي إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية".
أما بخصوص طلب الجزائر المتعلق بما تسميه المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، فإن ناصر بوريطة يدحض فكرة "وضع الجزائر والمغرب على قدم المساواة"، لا سيما لأن "المغرب يلتزم بقرار مجلس الأمن (قرار رقم 2602 الذي صوت عليه في 29 أكتوبر2021، ملاحظة التحرير)، بينما الجزائر لا تريد هذا القرار".
وأوضح قائلا: "ميزة التصعيد الجزائري هي أن الجزائر أثبتت اليوم أنها الطرف الحقيقي في هذه المشكلة. في القاعة (حيث تجري المناقشات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، ملاحظة المحرر)، وحدها الجزائر هي التي تتحدث في هذا الملف".
من جهة أخرى، أشار ناصر بوريطة إلى أنه إذا كان المغرب مع حل في إطار "الموائد المستديرة"، فهذا بشرط مشاركة "الطرف الحقيقي في هذا النزاع الإقليمي"، أي الجزائر. في هذه المقابلة التي تم تصويرها في بهو مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، توجه ناصر بوريطة إلى الصحفيين الذين كانوا يستجوبونه، قائلا، "في هذا الممر، اسأل أي دبلوماسي عن مشكلة الصحراء، هو بين من ومن؟". بين المغرب والجزائر بطبيعة الحال.