وحسب يومية الصباح الصادرة يوم غد الثلاثاء فقد "أظهرت مقاطع شريط فيديو بثه محسوبون على «داعش»، فتوى لعمر الحدوشي يدعو فيها التونسيين إلى دعم حركة النهضة التونسية في مواقفها لأنها تواجه بقايا نظام بنعلي وتسعى إلى تقليل المفاسد، وأن اجتهادها من نوع حتى وإن أخطأت فيه يبقى لها الأجر”.
كما سجل مقطع آخر قولا للحدوشي، يقول فيه إن «هؤلاء الجهل يطلبون من المرء أن يعلن أنه كان كافرا قبل أن يلتحق بهم، معتبرا أن هذا الفعل يتطابق مع ما كان يقوم به الحجاج بن يوسف الثقافي، حيث كان يعفو عن الناس شرط قولهم لقد كنا كفارا».
وبث الشريط، حسب الجريدة، مقاطع يظهر فيها الحدوشي، رفقة محمد أبو حفص رفيقي وحسن الكتاني اللذين وصفهما الشريط بـ»المترفضين العلمانيين»، الأول قيادي في حزب النهضة والفضيلة، والثاني مسؤول جمعية البصيرة. كما صاحبت الشريط دعوة إلى عدم الصلاة مع الحدوشي أو خلفه.
أما يومية الأحداث المغربة فكتبت أن "الداعشيين حاولوا التقاط ما اعتبروه شبهة في تحركات الحدوشي الأخيرة، ومنها نصرته لحركة النهضة بتونس التي وصفوها بصاحبة الدعوة الديمقراطية الباطلة معتبرينها وليدة صناديق الاقتراع "الشركية"، كما لم يستثن التننظيم الهجوم على مصطفى الرميد وزير اعدل الذي وصفته "بوزير الظلم".
وتضيف اليومية أن "المعطيات المتوفرة عن اهتمام المتطرفين بمنطقة المغرب الكبير لمزاحمة فرع تنظيم القاعدة، دفعت مؤسسة "الراند" الامريكية التي تعتبر أهم مركز للدراسات الاستراتيجية في العالم، وتقدم الاستشارة للسلطات الأمريكية إلى التحذير من تخطيط "داعش" لنقل أنشطتها نحو منطقة المغرب الكبير".
الخطر القادم من الشرق
لقد بات "داعش" تنظيما أقوى من القاعدة بل وأخطر، فهو لا يعتمد على الفكر للاستقطاب وإنما أدوات أخرى أكثر خطورة لجاذبيتها من بينها الأموال.
كما يعتمد هذا التنظيم على استراتيجية ذات سرعة فائقة في تحقيق النتائج، والظاهر أنه أفلح مبدئيا في تحقيق هدفه القاضي بإنشاء "دولة الإسلام" في مخيال أتباعه، مستندا على موارده المالية الكبيرة من النفط، ما يجعله تنظيما إرهابيا له تفوق مالي واقتصادي يساعده على التعبئة والاستقطاب، وما المملكة المغربية بمعزل عن هذا الخطر.