يواصل الجيش المغربي تعزيز قدراته الدفاعية. بعد شهرين من استلام أول طائرة تركية بدون طيار من نوع بايراكتار تي بي 2، تستعد القوات المسلحة الملكية بالفعل لتقديم طلب جديد للشركة المصنعة لها، مجموعة بايكار، بحسب مقال لـ"أفريكا إنتليجنس" (Africa Intelligence) نشر يوم الخميس 2 دجنبر 2021.
ويوضح الموقع الإخباري أن هذا الطلب الجديد لاقتناء ستة طائرات "على الأقل"، ستتم إضافته إلى الدفعة الأولى التي تم طلبها بالفعل وتسليمها جزئيا. تتضمن هذه الدفعة الأولى 12 طائرة بدون طيار من نوع بايراكتار تي بي 2، بالإضافة إلى أربع محطات تجريبية على الأرض. وكتب الموقع، قائلا: "من خلال هذه الصفقة، تعزز الرباط موقعها كأول زبون إفريقي لـ"تي بي 2".
وبمقارنة ترسانة المغرب من الطائرات بدون طيار مع تلك المتوفرة لدى الجزائر، يؤكد كاتب المقال أن الجار الشرقي، "الذي حصل على طائرات بدون طيار قبل المغرب بفترة طويلة، قد تخلف عنه الآن". فالطائرات الصينية سي إتش 3 وسي إتش 4 التي يتوفر عليها الجيش الجزائري "تواجه مشكلات من حيث الموثوقية والصيانة، في حين أن 54 طائرة بدون المعروفة باسم "الجزائر" والتي تم تجميعها في الجزائر -هي في الواقع نسخة محلية من الوحدة 40 المصنعة من قبل الشركة الإماراتية أدكوم سيستيم- شكلت خيبة أمل كبيرة أيضا لقيادة الجيش الشعبي الوطني".
المغرب، من جانبه، يسعى إلى تنويع موردي الطائرات بدون طيار وبالتالي لا يعتمد فقط على تركيا. وفي هذا الصدد تؤكد "أفريكا إنتليجنس"، عقب زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمملكة يوم 24 نونبر الماضي، أبرمت الرباط صفقة مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية لشراء طائرات مسيرة انتحارية من طراز هاروب. وترى "أفريكا إنتليجنس" أن هذه الصفقة "يمكن تمديدها من خلال إنشاء فرع للتصنيع المحلي، ومن خلال شراء طائرات بدون طيار للمراقبة التكتيكية من بلو بيرد أيرو سيستيم (BlueBird Aero Systems)، وهي شركة فرعية بنسبة 50٪ لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية".
وأكد المصدر نفسه أيضا أن القوات المسلحة الملكية قد اقتنت في وقت سابق 900 طائرة مراقبة من طراز هيرمس من شركة إلبيت سيستيم (Elbit Systems)، بالإضافة إلى ثلاث طائرات هارفانغ، وهي نسخة من طائرات هيرون الإسرائيلية التي تنتج بموجب ترخيص من شركة إيرباص.
ولتجهيز نفسها بطائرات بدون طيار، تتجه القوات المسلحة الملكية أيضا إلى حليفها الأمريكي. يشير الموقع إلى أن المناقشات بدأت في نهاية عام 2020 للحصول على أربع طائرات بدون طيار من طراز إم كيو-9 ب للمراقبة، وهي طائرات تنتجها شركة جنرال اتوميكس وتخصص للمراقبة البحرية. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن "الرباط لديها بالفعل أربع طائرات بدون طيار من نوع إم كيو-1 بريداتور غير مسلحة، من نفس الشركة المصنعة، وسيكون المغرب مرشحا منطقيا لاقتناء طائرة إم كيو-1 غراي إيغل، وهي مصممة لتكون قابلة للتشغيل المتبادل مع المروحية الهجومية إيه إتش-64 أباتشي، التي اقتنت منها القوات المسلحة الملكية 24 طائرة".
بالعودة إلى الطائرات بدون طيار التركية من بايراكتار تي بي2، يجب أن نتذكر أن هذه الطائرات قد أثبتت بالفعل فعاليتها خلال النزاعات المسلحة الأخيرة، ولا سيما في ناغورنو كاراباخ. فهذه الطائرات هي التي مكنت القوات الأذربيجانية، التي الحليفة لتركيا، من شل جزء من الدفاع الجوي والمدفعية والمدرعات الأرمنية، بحسب ما أكدته مؤخرا صحيفة لوفيغارو الفرنسية.