في عز الأزمة.. الجزائر تضع الطائرة الرئاسية رهن إشارة وزيرة جنوب إفريقية للتوجه إلى تندوف

وضع النظام الجزائري رهن إشارة رئيسة دبلوماسية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، طائرة رئاسية من أجل التوجه إلى تندوف

وضع النظام الجزائري رهن إشارة رئيسة دبلوماسية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، طائرة رئاسية من أجل التوجه إلى تندوف . DR

في 14/11/2021 على الساعة 19:31

وضع النظام الجزائري رهن إشارة رئيسة دبلوماسية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، طائرة رئاسية من أجل التوجه إلى تندوف. لن يستسيغ الجزائريون هذا الأمر، خاصة وأنهم يكابدون ويعانون من ارتفاع أسعار المواد الأساسية ومنزعجون من إهدار المال العام على جماعة البوليساريو.

عندما يتعلق الأمر بمعاكسة مصالح المغرب، فإن النظام الجزائري لا تهمه الأموال التي يصرفها. ففي الوقت الذي تمر فيه الجزائر بأزمة خانقة متعددة الأوجه -وهي أخطر أزمة تعيشها البلاد منذ الاستقلال- إلى درجة أن فئات عريضة من السكان لم تعد قادرة على شراء المواد الغذائية الأساسية، فإن النظام العسكري السياسي يضع رهن إشارة وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، طائرة رئاسية من أجل التوجه إلى تندوف يوم الأحد 14 نونبر بهدف لقاء قادة البوليساريو.

وتعرضت الصور الخاصة بالطائرة الرئاسية الجزائرية في مطار تندوف، والتي كانت تقل رئيسة الدبلوماسية الجنوب إفريقية، لمقص الرقيب من قبل وسائل الإعلام الانفصالية.

صحيح أن المبالغ الفلكية التي أنفقها النظام الجزائري لصالح البوليساريو بدأت تثير غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي الجزائرية. ففي الوقت الذي بلغ فيه سعر البطاطس أرقاما قياسية في الأسابيع الماضية وأصبح بعيدا عن متناول ملايين الجزائريين، مما جعلها موضوعا مهما في الصفحات الأولى لغالبية الصحف الجزائرية، فإن النظام يضع طائرة تحت تصرف وزيرة آتية من بلد... أغنى بكثير من الجزائر.

على مدرج مطار تندوف، استقبلت ناليدي باندور من قبل ما يسمى بـ"وزير خارجية الجمهورية الصحراوية" الوهمية، محمد سالم ولد السالك.

إن النظام الجزائري، المنعزل والمصدوم بعد قرار مجلس الأمن رقم 2602، يسعى بكل ما أوتي من جهد وبأي ثمن، للحصول على دعم لأطروحاته التي عفا عليها الزمن بشأن الصراع في الصحراء الغربية.

وكانت الوزيرة الجنوب إفريقية قد استقبلت يوم السبت 13 نونبر بالجزائر العاصمة من طرف الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة.

وسارعت وزارة لعمامرة إلى إصدار بيان مشترك يتعارض مع القرار الذي أقره مجلس الأمن في نيويورك يوم 29 أكتوبر. ويدعو هذا البيان المشترك، الذي يعد نموذجا لسياسة الهروب إلى الأمام، المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستيفان دي ميستورا، إلى "التنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي". هل سيسعى النظام العسكري السياسي الماسك بزمام السلطة في الجزائر إلى استبدال مجلس الأمن بعد رفض القرار 2602؟

على أية حال، فإن الجزائر تقود جنوب إفريقيا مرة أخرى إلى تبني موقف يتعارض مع مواقف المجتمع الدولي.

وجدد البيان المشترك التأكيد على المواقف الأيديولوجية البالية والمتقادمة للجزائر وبريتوريا بشأن قضية الصحراء. ولم يتضمن هذا البيان والتصريح الصحفي لوزيرة الشؤون الخارجية الجنوب أفريقية، اللذين رددا نفس الأسطوانة القديمة المشروخة، أي إشارة إلى قرار مجلس الأمن الأخير، الذي يدعو إلى حل سياسي تفاوضي من خلال الموائد المستديرة التي يجب أن تشارك فيها الجزائر.

أما بالنسبة لزيارة ناليدي باندور إلى تندوف، فإن الكثير من المراقبين يتساءلون عن نقطة محددة: كيف يمكن لوزير بلد يعتبر نفسه مستقلا أن يسافر على متن طائرة رئاسية جزائرية؟ هذا السؤال سيثير بلا شك ضجة في جنوب إفريقيا، تماما كما سيثير غضب الجزائريين بشأن الإنفاق المفرط للنظام الجزائري على جماعة البوليساريو من المال العام الجزائري.

تحرير من طرف محمد شاكر العلوي
في 14/11/2021 على الساعة 19:31