وكتبت الجريدة في مقال على رأس صفحتها الأولى، اعتماداً على تقرير نشرته صحيفة (Le journal de Dimanche) تحت عنوان "لماذا تقلد الجزائر روسيا في حرب الغاز؟"، حيث تساءلت الجريدة ما إذا كانت حكومة الجارة الشرقية بصدد الانتقام من المغرب والأوربيين، بإغلاقها خط أنابيب الغاز (المغرب العربي أوروبا)، موردة تصريحا للرئيس السابق للبرنامج المغاربي في معهد البحوث الإستراتيجية في المدرسة العسكرية "إرسيم"، "فلافيان بوغيت، الذي اعتبر أن "الجزائر تقَلد روسيا في استخدامها للغاز كأداة في الصراعات السياسية، كما رأينا في الآونة الأخيرة مع أوكرانيا أو مولدافيا".
وأضاف أن قرار الـجـزائـر محرج بالنسبة إلى الأوربيين، الذين يرون أن إسبانيا، خامس أكبر اقتصاد في الاتحـاد، تحـاول حـل مـشكلة الاعتماد على الطاقة بمفردها.
وقللت الصحيفة من نجاعة الوعود التي أعطتها السلطات الجزائرية للتعويض عن إغلاق خط أنابيب الغاز بين المغرب العربي وأوربا، عن طريق أنبوب (ميد غاز)، الذي يمر في شكل قناة منفردة تحت البحر بين البلدين وبسعة أقل، أو خلال زيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال بواسطة ناقلات الغاز الطبيعي المسال، ما اعتبره التقرير أمرا غير مؤكد، نظرا للندرة الحالية لهذه القوارب في السوق، والتي ستؤدي أيضا إلى زيادة الأسعار.
واعتبر تقرير الصحيفة أن "المكسب الجيوسياسي للخطوة الجزائرية الجديدة هو صفر"، مبينا في المقابل أنه بالرغم من ذلك فإن "السلطات الجزائرية لا تهتم، لأن ارتفاع أسعار الغاز والنفط يمنحها فسحة أمام رأي عام ينتظر إعادة التوزيع الاجتماعي"، مشيرا إلى أن الجزائر "تتقوقع على نفسها، وتدخل في حالة هروب، عبر استخدام كل ردود الفعل القديمة في إدانة يد الخارج من أجل شرح الأزمات التي تمر به البلاد".
في المقابل، أبرز مقال "الصباح" أن انتظار المغاربة لن يطول قبل الإعلان عن اكتشافات مهمة مـن هذه المـادة الـحـيـويـة في بعض ربـوع المملكة، إذ لـم تـدخـر المؤسسات المختصة جهدا في البحث والتنقيب لاستكشاف الإمكانيات المتاحة من الغاز الطبيعي في جوف التراب الوطني، حيث تشير المعطيات الرسمية إلى أن المغرب استثمر، في ظرف عشر سنوات، 20 مليار درهم فقط في مجال التنقيب.
وأظهرت عمليات تنقيب الشركة البريطانية "ساوند إنرجي"، في حقل "تندرارة" بإقليم بوعرفة فكيك، أن المغرب سيتمكن من تقليص نسبة استيراد الغاز المستعمل في الكهرباء بنسبة تصل إلى 30%، ما يعني ربح حوالي 800 مليون درهم، إضافة إلى البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعي، اعتمد المغرب خطة إستراتيجية لتنويع مصادر الطاقة، بالاعتماد على الطاقات المتجددة، خصوصاً الشمسية والريحية والمائية، التي باتت تساهم بشكل مهم في شبكة موارد الطاقة الوطنية.