أعلن الاتحاد الإفريقي، أمس الخميس، منح اسرائيل رسميا صفة عضو مراقب داخل هذه المنظمة الإفريقية. قرار يؤكد فقدان الجزائر لثقلها داخل الاتحاد الإفريقي، إذ ظلت متشبثة بالموقف المتصلب لمعمر القذافي برفض أي علاقة للاتحاد الإفريقي مع إسرائيل.
46 دولة إفريقية، أي 4/5 من دول القارة، والتي تقيم اليوم علاقات إلى حد ما مع إسرائيل، حسموا مؤخرا في قرار مفوضية الاتحاد الإفريقي بمنح هذا البلد وضع عضو مراقب داخل المنظمة الإفريقية. بطبيعة الحال، هذا القبول لا يعني أن الاتحاد الإفريقي، ولا الدول المشكلة له، سيديرون ظهورهم لفلسطين، التي هي أيضا عضو مراقب داخل الاتحاد منذ عدة عقود، ولكن لفتح الطريق لدور أكثر دينامية للمنظمة الإفريقية من أجل تجسيد حل دولتين تعيشان بسلام جنبا إلى جنب.
على أي حال، هذا ما أكده موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، للسفير الإسرائيلي الجديد الذي منحه أوراق اعتماده يوم 22 يوليوز 2021 في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا والمقر الدائم للاتحاد الإفريقي. وذكر فقي أن الاتحاد الإفريقي "كان واضحا للغاية بشأن موقفه بأن حل الدولتين في قضية فلسطين وإسرائيل ضروري للتعايش السلمي".
وللتذكير، في أعقاب حرب الأيام الستة العربية الإسرائيلية في عام 1973، قطعت حوالي ثلاثين دولة إفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد اعتماد منظمة الوحدة الإفريقية لقرار مقدم من قبل مصر. في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من إصرار إسرائيل، التي أقامت منذ ذلك الحين علاقات طبيعية مع القاهرة، فإن الجزائر وجنوب إفريقيا بشكل أساسي، وبدرجة أقل موريتانيا، التي تبادلت السفراء مع تل أبيب لبعض الوقت، حالوا دون استقبال إسرائيل داخل الاتحاد الإفريقي. على مدى السنوات الخمس الماضية، أي منذ عام 2016، والتواجد الدبلوماسي والاقتصادي غير المسبوق من جانب إسرائيل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ظلت الجزائر بمفردها تقريبا تعارض منح صفة مراقب لإسرائيل داخل الاتحاد الإفريقي.
إن هذه الخطوة الجديدة التي اتخذها الاتحاد الإفريقي في اتجاه إسرائيل تشكل صفعة كبرى للدبلوماسية الجزائرية، في سياق العودة الأخيرة إلى الواجهة للشخص الذي يعتبره النظام الجزائري "سيد إفريقيا" أو "الديبلوماسي المنقذ" الذي سيعيد البريق لصورة الجزائر المشوهة داخل القارة الإفريقية. لكن بعد أسبوعين فقط من تعيينه في الخارجية، يتلقى رمطان لعمامرة ضربة جديدة ستجبر الجزائر على الرد، عاجلا أم آجلا، فقط من خلال إعطاء الانطباع بالاحتجاج لدى الاتحاد الإفريقي على الوضع الممنوح لإسرائيل. وهي أيضا فرصة للنظام الجزائري لإلهاء مواطنيه عن الأزمة المتعددة الأوجه والعميقة التي تحرمهم بشكل يومي من أبسط شروط العيش الكريم (الماء الصالح للشرب والمواد الغذائية الأساسية، إلخ) ومن الحرية نفسها.
علاوة على ذلك، ولإلهاء الشعب الجزائري، أمرت سلطات الجزائر، منذ افتتاح أولمبياد طوكيو يوم الجمعة 23 يوليوز، وهي أولمبياد ترمز للتسامح والسلام، لاعب الجيدو بالعودة إلى البلاد على الفور.. بل إنه تم رفض مواجهة لاعب جيدو سوداني، بحجة أنه إذا فاز اللاعب الجزائري، فسيواجه رياضيا إسرائيليا في الجولة القادمة!
إنه هروب إلى الأمام الذي لا يخدع أحدا ويثبت أن الطغمة العسكرية المتنفذة في الجزائر قد نجحت بالفعل في تحويل دولة غنية بثرواتها إلى دولة فاشلة.