كاميرا Le360 انتقلت إلى مقر وكالة بيت مال القدس بعاصمة المملكة الرباط، حيث استقبلنا محمد سالم الشرقاوي، مدير الوكالة، وأطلعنا في حوار على الدور الذي تقوم به الوكالة، التي تعتبر الذراع الميدانية للجنة القدس، في الحفاظ على هوية مدينة القدس الشريف وطابعها الديني والثقافي والحضاري، وذلك تحت إشراف مباشر من الملك محمد السادس، الذي يولي اهتماما خاصا لهذه القضية.
المغرب أول مَصْدَر لتمويل الوكالة بنسبة %87
تتحمل المملكة المغربية النصيب الأكبر من المساهمات المالية في تمويل صدوق وكالة بيت مال القدس، وذلك بنسبة 87 في المائة من مجموع مساهمات جميع الدول المانحة، حيث تبقى المساهمات المالية لهذه الأخيرة جد قليلة.
وأوضح محمد سالم الشرقاوي أن موارد التمويل تتشكل من الإيرادات والعوائد الناتجة عن أصول الوكالة وممتلكاتها ومشاريعها ومساهماتها ومنتجاتها، إضافة إلى الهبات والتبرعات المقدمة من الهيئات العامة والخاصة، ومن الجمعيات الخيرية والجماعات والجاليات العربية والإسلامية والصديقة وكذلك من الشركات والأفراد، إذ أنه منذ إنشاء الوكالة عام 1998 إلى عام 2020، تم تسجيل ما مجموعه 33 مليون دولار في فئة تبرعات الأفراد والمؤسسات.
وأضاف المسؤول ذاته أن شح مساهمات الدول في صندوق بيت مال القدس، دفع الهيئات التقريرية للوكالة للمصادقة في اجتماعاتها الأخيرة في مراكش سنة 2014 على الانتقال من صيغة "المساهمة الطوعية" لصيغة "المساهمة الإلزامية"، إلا أنه لم يتم تفعيل هذا الانتقال بعد.
تصوير ومونتاج: عادل كدروز
قلق حيال الأوضاع التي تعيشها القدس
أعرب محمد سالم الشرقاوي، رئيس وكالة بيت مال القدس الشريف، في حواره مع Le360، عن قلقه حيال الحالة الاجتماعية للمقدسيين وتراجع مقدراتهم الاقتصادية. إذ رصدت الوكالة في تقريرها الأخير "اتساع رقعة الفقر والبطالة وفقدان العمل خلال عام 2020 تزامناً مع تفشي جائحة كورونا".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن حالة الجمود وعدم الاستقرار الأمني المستمر في القدس، سيكون له انعكاسات سلبية على الأوضاع في المدينة، داعياً إلى تعبئة استثنائية لتمكين المقدسيين من أسباب الصمود أمام هذه التحديات الصعبة.
وتأسف محمد سالم الشرقاوي على الأحداث الأخيرة التي شهدتها القدس، من خلال المواجهات المندلعة بين الفلسطنيين عقب تهجير المقدسيين من حي الشيخ جراح، حيث أورد أنه رغم توقف المواجهات حاليا إلا أن حملات الاعتقالات لازالت مستمرة في صفوف الشباب واليافعين.
القطاع الاجتماعي والاقتصادي في صلب اهتمامات الوكالة
بهذا الخصوص، قال محمد سالم الشرقاوي إن الوكالة منذ إنشائها قامت بتمويل عدة مشاريع حيوية في الميدان الاجتماعي والثقافي والتعليم والصحة والإسكان؛ بقيمة إجمالية بلغت 57 مليون دولار أمريكي، كان لها الأثر المباشر والملموس على حياة السكان".
كما وضعت الوكالة مع بداية عام 2020 منصة إلكترونية خاصة بمشاريع التنمية في القدس، تهم تمويل مشاريع تقدمها جمعيات تعمل في مجال تمكين المرأة ومشاريع الشباب والتكوين والتدريب وكذا المشاريع المدرة للدخل. وعملت على برمجة ما يزيد عن 20 مشروعا ضمن خطتها لعام 2021، كمرحلة أولى.
وبالإضافة إلى ذلك، توزع الوكالة 20 ألف رغيف خبز يوميا لفائدة 2600 عائلة مستفيدة، في إطار برنامج "العيش الكريم"، وهو مايخلق دورة اقتصادية هامة.
وبالموازاة مع الأنشطة الإجتماعية، تعمل الوكالة، منذعام 2019، على الاستمرار في برنامج القروض الدوارة لترميم بيوت العائلات المقدسية المحتاجة، بمبلغ 5.3 مليون دولار عن طريق المجلس الفلسطيني للإسكان.
بشكل عام، نجحت وكالة بيت مال القدس الشريف في تحقيق تراكم معتبر في خدمة القدس الشريف وسكانها، وتمكنت من إرساء الآليات وترسيخ العمل بالنظم الإدارية التي تضمن إيصال الدعم إلى مستحقيه بطرق مأمونة وشفافة تخضع للمعايير المتعارف عليها في مختلف المنظمات الدولية، التي تعتمد في تمويلها على التبرعات.