وفي وقت لم يصدر أي قرار رسمي بهذا الشأن، كشفت صحيفة الباييس الاسبانية أن وزارة الدفاع الإسبانية رفضت دعوة القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) المشاركة في هذه التداريب متذرعة بأسباب تتعلق بالميزانية، لكن مصادر حكومية اعترفت أن السبب الأساسي هو أن جزءًا كبيرًا من هذه التدريبات، التي تشارك فيها إسبانيا كل عام، ستجرى لأول مرة، في مناطق توجد بداخل الصحراء المغربية، حسب الصحيفة، وأن إرسال جنود إسبان إلى هناك من شأنه إضفاء الشرعية على ما سمته إسبانيا "احتلال للمستعمرة".
ويشارك في المناورات التي نظمتها القيادة الأمريكية لأفريقيا، بالتعاون مع المغرب، 7800 جندي من 9 دول، و67 طائرة (21 قتالية و46 دعمًا) وفرقاطات بحرية في تكلفة تناهز أزيد من 28 مليون دولار أي (حوالي 23 مليون يورو)، وفقا للصحيفة الاسبانية.
سيشارك 7800 جندي (الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب والسنغال وتونس وإيطاليا والمملكة المتحدة وهولندا والبرازيل وكندا) و67 طائرة في شمال وغرب إفريقيا.
وقالت الصحيفة الاسبانية إن القوات المسلحة الإسبانية تشارك كل عام في هذه التدريبات (التي تم تعليقها في عام 2020 بسبب كورونا)، والتي تهدف إلى تحسين إمكانية التشغيل البيني للقوات الغربية مع القوات الأفريقية في مكافحة التهديدات الإرهابية، وهو أمر بالغ الأهمية لفائدة إسبانيا، حسب ما ذكرته "إلباييس" والتي أشارت إلى أن وزارة الدفاع رفضت المشاركة هذا العام، مبررة ذلك أن تعديلات الميزانية أجبرتها على تحديد أولويات التمارين التي تشارك فيها خلال هذا العام وبالتالي لم ترسل حتى مراقبين إلى المغرب، كما فعلت 20 دولة أخرى.
وكتبت الصحيفة الاسبانية أن السبب الأساسي وراء رفض إسبانيا هو أنه لأول مرة منذ إعلان تنظيم تداريب الأسد الافريقي العسكرية منذ ثلاثة عقود، سيتم إجراء جزء كبير من المناورات في ما سمته "الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب"، أي أن إرسال اسبانيا لجنودها إلى هذه التدريبات يضفي الشرعية على ما سمته "الاحتلال المغربي لهذه المناطق" بعد 45 عاما من خروج آخر القوات الإسبانية منها.
وتعتقد مصادر الصحيفة الإسبانية أن إقامة تداريب الأسد الإفريقي في الصحراء المغربية هو خطوة أخرى في "الاعتراف بمغربيتها" وهو اعتراف بدأ منذ إقرار أمريكا في 10 ديسمبر الماضي بسيادة المغرب على صحرائه.