هذه هي الخلاصة التي استخلصها الموقع الاستقصائي الإسباني أكدياريو (Ok Diario). الأمور ليست على ما يرام بين الأجهزة الاستخباراتية المغربية ونظيرتها الإسبانية. وهذا بسبب بيدرو سانشيز نفسه. فنقلا عن مصادر من المخابرات الإسبانية، يؤكد الموقع الإسباني أن رئيس الحكومة الإسبانية هو من أضر بهذه العلاقات من خلال اتخاذ قرار التستر على وصول زعيم البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بشكل غير قانوني وبهوية مزورة، رغم أن غالي متابع أمام المحاكم الإسبانية بتهم تتعلق بالاغتصاب والتعذيب وجرائم حرب.
ويأتي هذا الانسداد في الوقت الذي يوجد فيه مستوى التأهب الإرهابي في إسبانيا إلى "أربعة" (على مقياس يضم خمس مستويات)، أي أن الخطر قريب من "مرتفع جدا". وقالت هذه الوسيلة الإعلامية الإسبانية إن هذا هو أعلى مستوى على الإطلاق منذ يونيو 2015.
إن التوتر الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا، الناجم عن "زلة لا مونكلوا (المقر الرسمي لرئاسة الحكومة الإسبانية منذ عام 1977، ملاحظة المحرر) مع نقل زعيم جبهة البوليساريو إلى مستشفى لوغرونيو" يهم الأجهزة الأمنية الأيبيرية التي هي اليوم الأكثر تضررا من تدهور العلاقات بين البلدين، بحسب ما أكد أكدياريو، وهو موقع استقصائي معروف.
وتضيف هذه الوسيلة الإعلامية نفسها أن توقف تبادل المعلومات، الذي فرضه الواقع الحالي، حول الخلايا الجهادية ومقاتليها المتطرفين قد يستمر إلى أجل غير مسمى. وأوضح أكدياريو في هذا الصدد أن "أمن إسبانيا وأوروبا سيتأثران بشكل كبير" من هذا الأمر.
وعلاوة على ذلك، لم يكن وزير الدفاع الإسباني السابق، والرئيس السابق لأجهزة المخابرات، خوسي بونو، مخطئا، عندما أعلن يوم الأحد 23 ماي أنه "بفضل المملكة المغربية، تمكنت إسبانيا من إيقاف العديد من الإرهابيين المتطرفين. وبفضل المغرب، تمكنا من تجنب هجمات دموية". كما حذر خوسي يونو من أي موقف من شأنه تقويض العلاقات بين البلدين.
لنعد بالذاكرة إلى الوراء وبالضبط 17 سنة خلت، تمكنت السلطات الإسبانية، بفضل المعلومات التي وفرها الجانب المغربي، من فك خيوط من هجمات مدريد التي وقعت يوم 11 مارس 2004. هذه العمليات الإرهابية التي استهدفت محطة مدريد، أتوتشا، أدت إلى خسائر فادحة للغاية في الأرواح، إذ راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل و1900 جريح، على إثر انفجار عدة قنابل في قطارات الضواحي.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن المغرب شارك في التحقيقات في هجمات 17 و18 غشت 2017 في كاطالونيا، التي نفذت من قبل جماعة موالية لداعش، باستخدام عربات في كل من برشلونة وكامبريلس، وهي الهجمات التي أودت بحياة 70 شخصا.