جريدة "الأحداث المغربية" التي أوردت الخبر في عددها ليوم الثلاثاء 9 مارس 2021، قالت إن التحقيق الذي تناول حياة هؤلاء القائلين بشكل سري، يعود فيه الفضل إلى عدد من الأشخاص الذين عرضوا حياتهم للخطر من أجل تعقب المقاتلين في ألمانيا حيث ينعمون بحياة هادئة دون متابعة.
وأفادت اليومية أن المتعقبين، ومنهم أبناء ضحايا المقاتلين، اشتغلوا طويلا في الميدان وعلى الشبكات الاجتماعية والشبكة المظلمة، من أجل فضح حياة المقاتلين الجديدة في ألمانيا على مرأى ومعرفة السلطات الألمانية، حيث يدير أحدهم صالونا للتدليك وينشغل أخر بإنجاز رخصة سياقة شاحنة من الوزن الثقيل، في الوقت الذي تغزو صورهم الانترنت وهم يحملون رؤوسا مقطوعة ويلهون بها أو يذبحون مواطنين أبرياء تنفيذا لتعاليم دين أبوبكر البغدادي، لكنهم يعيشون بسلام على التراب الألماني بدون متابعة.
وأضافت اليومية، أنه من بين المتعقبين يوجد أحمد، الذي قتل والده وأخوه على يد إرهابيي داعش سنة 2014، حيث نجح هذا الأخير في إنشاء شبكة تضم عشرات الصحافيين والمحققين، ثم بدأ في نشر نتائج ما توصل إليه من تحقيقات على الأنترنت، عشرات الشهادات والصور ومقاطع الفيديو اجتمعت لتثمر في النهاية تحقيقا فضح تستر السلطات الألمانية على إرهابيي داعش.
إلى جانب أحمد، تضيف اليومية يوجد عبد القادر الرقاوي، الذي كاد هو الأخر أن يفقد حياته بعد قطع رأس شقيقه الأصغر، حيث أراد قتلة داعش إسكاته فلجأ إلى فرنسا وأخبر المحققين بقصته المرعبة.
وأوردت اليومية أن ألمانيا فتحت أبوابها لمقاتلي الدولة الإسلامية بشكل يوحي بأن هناك اتفاقا سريا يسمح لهم بحياة هادئة من أجل حماية أمنها القومي، وليذهب أمن العالم إلى الجحيم، مشيرة إلى أن المغرب ما فتئ يقدم الأدلة على تورط أحد المتطرفين هناك في التحريض ضد أمن المملكة بالعمليات الانتحارية، لكن دون جدوى.
وذكرت اليومية أن أدلة ملموسة وملفات وفيديوهات يظهر فيها المتطرف محمد حاجيب، الذي قضى عقوبة سجنية بالمغرب قبل أن يرحل إلى ألمانيا، وهو يحرض على استهداف أمن المغرب والقيام بعمليات انتحارية، إلا أن السلطات الألمانية تحاول أن تغض عنها الطرف بشكل غريب وغامض.
وأشارت اليومية ذاتها إلى أنه قبل سنوات قليلة وبعد موجة الهجرة الكبرى التي استهدفت أوروبا من سوريا عبر تركيا، استهدف الإرهابيون إسبانيا وبلجيكا وفرنسا، وأفشلت دول أخرى مخططات ومشاريع إرهابية بفضل التعاون الأمني الذي لعب فيه المغرب دورا مهما، لكن ألمانيا ظلت تنعم بالاطمئنان، متسائلة: ألذلك علاقة باتفاق سري مع مقاتلي داعش؟ هو نفسه السؤال الذي يطرحه التحقيق الفرنسي!!