عمدة مدينة فاس كشف في رسالة استقالة من أربع صفحات عن "عدم رضاه" عن طريقة تسيير الأمين العام سعد الدين العثماني وفريقه في الأمانة العامة لشؤون الحزب والحكومة على حد سواء.
واعتبر القيادي في حزب "المصباح" أن قرار الاستقالة جاء "بعد صبر كبير وتحمل ومكابدة وتردد وربما تأخر"، مؤكدا أنه لم يعد يتحمل ويستوعب ويستطيع أن يفسر ويستسيغ "ما يجري داخل الحزب"، مضيفا أنه لم يعد قادرا على تغيير وضعه، مشيرا إلى رفضه مسايرة هذا الأمر "من هذا الموقع أو أكون شاهدا عليه".
وأوضح الأزمي أن "قرار الاستقالة مهما كان صعبا، فلن يعادله في ذلك حجم التحمل الكبير والصبر الطويل ونحن نمني أنفسنا بأن هذه ربما هي الأخيرة"، معربا عن أمنيته في استدراك ما يجري في المرة المقبلة، "بالاستباقية المطلوبة وبالتحضير الجيد والنقاش الجدي والتشاركية اللازمة وبتحمل المسؤولية الكاملة والوضوح اللازم والموقف الشجاع"، منتقدا ما سماها "المباغتة والمفاجاة والهروب إلى الأمام، وتبرير كل شيء بكل شيء، في تناقض صارخ مع ما يؤسس هوية الحزب ويكوِّن جيناته الأصلية".
واختتم القيادي في حزب العدالة والتنمية رسالته بأن قرار الاستقالة مهما كان "صعبا ووقعه وأثره، فلن يعادله في ذلك حجم الحيرة والتساؤلات التي تثار كل مرة، وتبقى بدون جواب وبدون عبرة، حول مدى ملاءمة مواقف الحزب، مع مبادئه المعلنة والمعروفة وأوراقه المرجعية وأنظمته الأساسية".
تجدر الإشارة إلى أن حزب العدالة والتنمية يعيش زلزالا سياسيا وتنظيميا، منذ انتخاب العثماني على رأس الحزب في 2017، نتيجة عدة قرارات اتخذتها قيادته، ومنها حل فروع الحزب بعدة أقاليم ومناطق كالحاجب ووجدة، وآخرها فرعه بألمانيا.