حتى في مواجهة أخطر أزمة منذ استقلال الجزائر والحراك الشعبي، الذي تحدى يوم الاثنين 22 فبراير الإنزال المكثف للشرطة، لا ينسى النظام العسكري الجزائري محمييه في تندوف: انفصاليو البوليساريو.
أفادت مصادر مطلعة أن وفدا عسكريا جزائريا توجه أمس الأحد 21 فبراير إلى الرابوني مقر جبهة البوليساريو، حيث تناول الغذاء مع إبراهيم غالي زعيم الانفصاليين في تندوف. وأكدت المصادر ذاتها أن الوفد العسكري الجزائري لم يذهب خالي اليدين إلى الرابوني، لكنه في الوقت نفسه لم ينقل معه حليب الرضع أو دواء للمسنين.
فقد سلمت قيادة الجيش لمحمييها في تندوف قرابة 40 عربة من نوع "تويوتا" مخصصة للاستخدام العسكري وستوزع بين مختلف مواقع الانفصاليين في جنوب الجزائر. وهذا عمل عدائي آخر تجاه المغرب من جانب الجار الشرقي، الذي لم يعد يخفي دعمه لهذه العصابة المسلحة التي استضافها ومولتها وسلحتها لعدة عقود.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها الجزائر العاصمة كرما حاتميا تجاه الانفصاليين. فبعد ثلاثة أيام فقط من التدخل المغربي يوم 13 نونبر 2020 في معبر الكركرات، أنشأت الجزائر جسرا جويا مع تندوف بدعوى إيصال المساعدات الغذائية إلى المخيمات. إلا أن الأمر ليس كذلك. كان الهدف هو إرسال أسلحة بشكل سري إلى البوليساريو.
سيارات الدفع الرباعي تتحرك في الصحراء
أكثر من 40 عربة تكلف ثروة كان من الممكن استثمارها بطريقة أخرى من خلال مساعدة المواطنين الجزائريين الذين يكتوون من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.
وبحسب تقديرات نقلتها العديد من وسائل الإعلام، فإن الجزائر أنفقت، منذ عام 1975، أكثر من 370 مليار دولار لدعم جبهة البوليساريو، التي لا يمكن لها أن تستمر إلا بفضل الدعم المالي والدبلوماسي والعسكري للجزائر. ويمثل هذا ما يقرب من 4.7 في المائة من الناتج الداخلي الخام لهذا البلد.
يا لها من خسارة!