واعتبر ابن كيران، في كلمته التي ظهر من خلالها متأثرا جدا بفقدان صديقه الراحل، أن الوفا قد "حمل اسمه جيدا"، في إشارة إلى الولاء والوفاء الذي أظهره الوزير قيد حياته لابن كيران، عقب رفضه الاستقالة من حكومته إثر قرار حزب الاستقلال الخروج منها سنة 2013، مبرزا مناقب الفقيد قائلا: "كان يكبرني بست سنوات، وتجاوزني بكثير في العمل العسكري، كان هذا الشاب من مراكش، مسؤولا عن قطاع الطلاب في حزب الاستقلال ثم الشبيبة الاستقلالية، وصلتني أصداء مواقفه، رغم أنني ما زلت طالبا"، يضيف ابن كيران.
وكشف الزعيم السابق للحزب الإسلامي، في ذات الكلمة، أنه بعد تعيينه رئيسا للحكومة "اختلفتُ مع أشخاص حول حقيبة وزارة التعليم"، مبينا أنه شعر بارتياح كبير بعد تعيين الوفا وزيرا للتربية الوطنية، قائلا: "عندما رأيت تعيين الوفا في التربية الوطنية، شعرت بسعادة غامرة لكونه استقلاليا وبسبب القرب السياسي بيننا"، مبرزا، ابن كيران، وعيناه تغالبان الدموع، سرعة انساجمهما في العمل داخل الحكومة، "كأننا نعرف بعضنا من قبل، اشتغل معي إلى أن غادرت الحكومة".
وأوضح ابن كيران أن الوفا دأب على زيارته كل يوم أربعاء منذ إعفائه من تشكيل الحكومة سنة 2017، بمعية صديقهما نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، مستذكرا لقاءاتهما الأسبوعية، حيث أن "الرجل كان يصلي معي المغرب، ويصر على عدم المغادرة إلا بعد صلاة العشاء، ولم تحل بين لقائهما سوى الظروف القاهرة"، مؤكدا أن الفقيد كان "وفيا للملكية ومدافعا عنها ولم يثبت أن أشار لها بأي سوء، وأرى فيه أنه مواطن مخلص لوطنه وملكه".