يلقي فيديو يعود تاريخه لسنة 2015 وبث على قناة I24 الإخبارية الإسرائيلية، المزيد من الضوء على سبب استياء النظام الجزائري من المغرب، بعد إعلان استئناف هذه الأخير لعلاقاته مع إسرائيل.
لأن العداء الذي أبداه الجار الشرقي لهذا الإعلان كان شرسا لدرجة أن السلطات الحكومية الجزائرية عممت مراسلة على جميع الأئمة في البلاد من أجل توحيد خطب يوم الجمعة 18 دجنبر للتنديد باستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
في هذا المرسوم، طلب من الأئمة التذكير بدور الجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة وبأنها دولة ذات قيم إنسانية عميقة... ومع ذلك، فإن دعم فلسطين ليس سوى وسيلة لتمرير خطاب معاداة السامية، ليس ضد الصهاينة ولا حتى الإسرائيليين، بل ضد اليهود.
"اقتلوا اليهود".. أغنية لتحفيز الجيش الجزائري
تم تصوير هذا الفيديو منذ حوالي خمس سنوات، ويكشف عن واحدة من أفضل الأغاني التي تثير حماسة الجنود الجزائريين.
ونكتشف في هذا الفيديو أن الصرخة التحفيزية للقوات الجزائرية مرتبطة ارتباطًا وثيقا بالدعوة إلى قتل اليهود. في هذا التمرين المنظم للدرك الوطني الجزائري، يستخدم الدرك بالفعل مصطلح "اليهود"، لتحفيز عناصره وترديد دعوات القتل: "يا عرب يا بني عرب. ازحفوا ووجهوا بنادقكم نحو اليهود. لقتلهم....".
وكما يشير إلى ذلك صحفي القناة، فإن الدلالات المستخدمة مهمة للغاية. لأن الأمر لا يتعلق بالإسرائيليين أو الصهاينة، بل باليهود. والفرق بخصوص هذه النقطة مهم جدا، بحيث لا يمكن الخلط بين معاني الكلمات الثلاث. فالأمر يتعلق بكل جلاء بمعاداة للسامية في أبشع صورها وأكثرها بؤسا في التاريخ، والتي يغديها الجيش الجزائري.
إهانة ذاكرة يهود الجزائر
الأسوأ من ذلك، أن هذه الصور المرعبة كما تم إبرازها في البرنامج تعود إلى فاتح نونبر 2015، وتم تصويرها بمناسبة عيد وطني، إحياء لذكرى استقلال الجزائر.
إنها إهانة لذاكرة يهود الجزائر الذين حاربوا من أجل تحرير بلدهم من خلال الوقوف إلى جانب جبهة التحرير الوطني. لكنها لن تكون خيبة أملهم الأولى. لأن الجزائر المستقلة لن تكون هي التي قاتلوا من أجلها وبالتالي اضطروا إلى مغادرة بلادهم والألم يعتصر قلوبهم.
بعد انتشار هذا الفيديو البشع، كتب محمد سيفاوي، وهو صحفي ومخرج وكاتب فرنسي جزائري، على صفحته على فيسبوك: "أخجل من هذا البلد الذي كان ذات يوم بلدي والذي باع روحه وقيمه للفكر الوهابي والقومية العربية الناصرية والإخوان المسلمين.
أشعر بالخجل من هذا البلد المتوسطي، الأمازيغي، الذي تم تعريبه وأسلمته بالقوة، والذي أصبح إسلاميا وغير متسامح وفاسدا ومعاديا للسامية، في حين أنه دفع ثمنا باهظا خلال التسعينيات في مواجهة التطرف الإرهابي.
معذرة لجميع الذين حملوا حقائبهم وجميع أصدقاء الجزائر المستقلة، ولا سيما غير المسلمين منهم، الذين عرضوا حياتهم للخطر والذين ضحوا بشبابهم لتكون الجزائر حرة ومستقلة، ولكن أيضا علمانيا واجتماعيا وشعبيا وديمقراطيا.
معذرة بشكل خاص لصديقي سيمون بلومينتال، المتوفى الآن، والذي كان صديق محمد بوضياف وجميع الجزائريين الأحرار. وكان شيوعيا ويهوديا أيضا. كان ملتزما باستقلال الجزائر عندما كان بعض أولئك الذين يقودون الجيش الجزائري لا يزالون أعضاء في الجيش الاستعماري. أنا أشعر بالعار".
ديفيد كين.. المدافع عما لا يمكن الدفاع عنه
قيادة أركان الجيش الجزائري تقوم بإثارة حماسة قواتها بالدعوة لقتل اليهود. الآن ديفيد كين، الذي اختارته الحكومة الجزائرية، مقابل تعويض مالي، للقيام بتحركات في واشنطن بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه.
يشرح ديفيد كين لمحاوريه أن قرار الرئيس دونالد ترامب سيضر بالمصالح الأمريكية في الجزائر. فهو يصور لمحاوريه بأن الجزائر إنسانية تدعم البوليساريو لأنها تدافع عن مبدأ تقرير المصير وتتماشى مع القيم التي تحترم حقوق الإنسان.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو كيف سيشرح هذا الصديق المقرب جدا من جون بولتون، الذي طرده دونالد ترمب من منصب مستشار الأمن الداخلي، لمحاوريه الأمريكيين أن الجيش الجزائري الإنساني، الذي يدير هذا البلد، قام بتأليف أغاني تحث على قتل اليهود وذبحهم.