يحق للمزابيين أن يفخروا برؤية شخص آخر ينحدر من مدينة بن أحمد (عاصمة قبيلة مزاب) وهو يتولى منصبا رفيعا وحساسا. فالشرقاوي حبوب (الشرقاوي اسمه الشخصي) الذي تم تعيينه، منذ 29 نونبر 2020، مديرا جديدا للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي يعد بامتياز مكتب التحقيقات الفيدرالي المغربي، والذي يتحمل مسؤوليات كبيرة من بينها حماية البلاد من المخططات الإرهابية التي تحاك ضده في سياق دولي تناسلت فيه التيارات والحركات المتطرفة ذات الطابع الديني.
تعيين الشرقاوي حبوب في هذا المنصب هو نموذج للتعيينات بناء على الكفاءة والاستحقاق، لأنه من الأشخاص الذين تدرجوا في المراتب بعملهم الدؤوب ليلا ونهارا، هدفه الوحيد هو إنجاز المهام الموكولة إليه بتفان ومثابرة لا تكل.
هو خريج أكاديمية الشرطة بالقنيطرة برتبة عميد شرطة. اشتغل لأول مرة في الدار البيضاء وخاصة في بن مسيك ومولاي رشيد. لكنه الشرطي الجاد في عمله، إذ كان يتطلع إلى ما هو أعلى.
ومكنته مهاراته، التي كشف عنها منذ بداية حياته المهنية، من أن ينتمي إلى جهاز الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.
وأكد مصدر مطلع أن الشرقاوي حبوب هو "رجل الملفات، هو مجتهد ومثابر ويشارك بنفسه في العمل. كما أنه يولي اهتماما شديدا بالتفاصيل ونعرف جيدا من يتخفى وراء التفاصيل".
ساهم الشرقاوي حبوب، الذي كان ضابط شرطة قضائية متميز، في تكوين أجيال من المحققين الذين يشتغلون اليوم سواء في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أو في المكتب المركزي للأبحاث القضائية أو في أجهزة أمنية أخرى.
الصرامة والصرامة ثم الصرامة
الشرقاوي حبوب، المعروف عنه أنه كتوم جدا، يكون ويتكون داخل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. عُرف عنه بأنه رجل المساطر والإجراءات، لحس التنظيم الاستثنائي الذي يتميز به. ومعروف أن أي خلل مسطري أو إجرائي يمكن أن يضر بالمتهم البريء كما أنه يمكن أن يعرض مصالح البلاد للخطر.
لذلك كان من الضروري أن تقدم للنيابات العامة المختصة ملفات قوية ومحكمة بشكل جيد لا يشوبها أي خلل مسطري.
مع بداية العمليات الإرهابية التي بدأت تضرب العالم كله، انخرط الشرقاوي حبوب بشكل كلي في محاربته. وبحسب مصادرنا، فإنه هو من حقق في قضايا الإرهاب التي وقعت قبل هجمات الدار البيضاء عام 2003، من بينها قضايا التكفيريين من عصابة يوسف فكري الدموية.
بعد ترقيته كرئيس للمكتب الوطني لمكافحة الإرهاب التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، واصل عمله في مطاردة الإرهابيين في المغرب. وقدم مساعدات لا تقدر بثمن لأجهزة المخابرات في العديد من الدول الصديقة، ولا سيما الأوروبية. وهكذا أصبح الشرقاوي حبوب بسرعة متخصصا في مكافحة الإرهاب في المغرب.
من خلال تجربته وبالاعتماد على ذاكرته، يمكنه أن يكشف تفرعات الحركات الإرهابية على الصعيد الدولي والعلائق التي تربط بينها. وفوق كل ذلك، يمكنه أن يلتقط تلك التفاصيل الشهيرة حيث يختبئ الشيطان.
مع إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية في عام 2015، انضم الشرقاوي حبوب إلى هذه المؤسسة باعتباره الرجل الثاني فيها. ويحظى باحترام وتقدير رجاله ومحاوريه وكان هو محاور النيابة العامة، بعيدا عن الأضواء.
كانت مهمة ثقيلة أخرى ملقاة على عاتق الشرقاوي حبوب: تنفيذ الإنابات القضائية الدولية المتعلقة بالإرهاب. وهي مهمة أخرى دقيقة من أجل توفير الأدلة الأساسية لبلد معين بهدف تسليم إرهابي أو تلقي ومعالجة المعلومات التي من المحتمل أن تساعد في توضيح قضية تهم المغرب أو، على نطاق أوسع، عدة دول في الوقت نفسه. ولهذا السبب، فإن الشرقاوي حبوب معروف في الخارج.
مع الشرقاوي حبوب، الذي يحمل رتبة مراقب عام، فإن المكتب المركزي للأبحاث القضائية هو بالتأكيد في أيد أمينة.
في حين أن سلفه، عبد الحق الخيام، الذي اقترب من سن التقاعد، تم استدعاؤه لكي يقوم بمهام أخرى لدى عبد اللطيف الحموشي، إذ انضم كمكلف بمهمة إلى ديوان المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.