باريس: موالون للبوليساريو يهاجمون مظاهرة سلمية لمغاربة فرنسا

باريس: موالون للبوليساريو يهاجمون مظاهرة سلمية لمغاربة فرنسا

باريس: موالون للبوليساريو يهاجمون مظاهرة سلمية لمغاربة فرنسا . DR

في 29/11/2020 على الساعة 09:49

تعرض مغاربة مُقيمون في فرنسا، الذين جاؤوا لدعم مغربية الصحراء والتصدي لمظاهرة مؤيدة للبوليساريو، يوم السبت 29 نونبر 2020، في باريس، لهجوم عنيف من قبل موالين للبوليساريو، الذين أجبروهم على التفرق باستعمال العنف و"الهراوات"، بحسب ما تمت معاينته في موقع الحدث.

تجمع مئات المغاربة، حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، بساحة الجمهورية وسط باريس، استجابة لدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة مظاهرة مؤيدة للبوليساريو كانت مقررة في نفس اليوم وفي نفس المكان. بالتزامن مع مظاهرة المغاربة، كانت هناك مظاهرة أخرى لأشخاص موالين للبوليساريو الذين استنكروا "القمع المغربي" ودعوا إلى "إجراء استفتاء تقرير المصير".

وكان هؤلاء الانفصاليين مدعومين من قبل جمعيات فرنسية، بما في ذلك جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية الوهمية، ونشطاء من الحزب الشيوعي الفرنسي. والمثير للملاحظة هو التواجد المكثف والقوي للجزائريين، الذين لوحوا بعلم بلدهم. في بداية الأمر، ظل المعسكران على مسافة جيدة من بعضهما البعض قبل أن يبدأ المتعاطفون مع جبهة البوليساريو الانفصالية في إهانة واستفزاز المغاربة. وحاول ضباط الشرطة الفرنسيون بملابس مدنية التدخل لثني المتعاطفين مع البوليساريو عن هذه الأعمال الاستفزازية، لكن بدون جدوى.

عشرات الشباب، يلوحون بأعلام "الجمهورية الصحراوية" المزعومة، ومسلحين بـ"الهراوات" والزجاجات، وبعضهم كان يرتدي زيا عسكريا، واعتدوا بعنف على المغاربة، مستهدفين بشكل خاص كبار السن والنساء وأجبروهم على التفرق.

وقد أقدم هؤلاء الشباب أنفسهم على تمزيق الأعلام المغربية، والتي كانت تحملها النساء المغربيات المشاركات بفخر في تلك المظاهرة السلمية للدفاع عن مغربية الصحراء. ثم قاموا بعد ذلك بإحراقها مرددين شعارات مناهضة للمغرب. وأمام هذه الانزلاقات وهذه الفوضى التي أحدثها الانفصاليون، قام بعض المتعاطفين مع البوليساريو والمنتمين لبعض الجمعيات الفرنسية وللحزب الشيوعي الفرنسي بمغادرة ساحة الجمهورية.

وتمكن المغاربة بعد ذلك من إعادة تجميع صفوفهم واستئناف مظاهرتهم السلمية، لكن مجموعة أخرى من الشباب الموالين للبوليساريو، والذين كانوا مؤطرين بشكل جيد، عمدوا إلى محاصرتهم وطردهم بالقوة مرة أخرى. لقد تبين بأن هؤلاء الشباب مدربون بشكل واضح على تقنيات المظاهرات وكانت مهمتهم الوحيدة هي التشويش على المظاهرة التي نظمها المغاربة.

عدد من النساء المغربيات اللواتي بقين هادئات وصامدات، إذ تحملن الإهانات والاعتداءات وبقين في عين المكان في تحد واضح لهذه السلوكيات التي يصعب وصفها. في مواجهة هذه العزيمة وهذا التصميم، حشد أتباع البوليساريو نساء يرتدين الملحفة الصحراوية وقمن بالاعتداء على المغربيات.

وفي ما بعد، هاجم عشرات الشباب البلطجية، الخارجين عن السيطرة، مغاربة آخرين كانوا معزولين عن بقية المظاهرة، من بينهم فتاة وامرأة، بدعوى أنهم كانوا يحملون أعلام مغربية. فقد هاجموهم واعتدوا عليهم بالضرب، فيما قام بعضهم بمنع المتفرجين من تصوير هذا المشهد أو التقاط صور لهذا الهجوم العنيف. إنها مطاردة حقيقية للمغاربة في وسط باريس.

بعدما ظلوا بمفردهم، واصل الموالون للبوليساريو مظاهرتهم واستمتعوا بـ"انتصارهم" في ساحة الجمهورية لمدة ثلاث ساعات أخرى، أي حتى الخامسة مساء. في نهاية اعتصامهم، كانت ست حافلات في انتظارهم هناك لإعادتهم إلى منازلهم. هذا يعني أنه تمت تعبئة وسائل لوجستية مهمة من أجل "إنجاح" هذه المظاهرة المؤيدة للبوليساريو.

أما بالنسبة للشرطة الفرنسية، فقد كانت شبه غائبة، إذ كانت منشغلة بمظاهرة كبيرة أخرى ضد قانون "الأمن الشامل"، وهي المظاهرة التي تشكل تحديا للحكومة الفرنسية وللرئيس إيمانويل ماكرون.

تحرير من طرف حفيظ
في 29/11/2020 على الساعة 09:49