كان معبر الكركرات مرة أخرى، يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2020، مسرحا لمناورة جديدة قامت بها مجموعة من البلطجية الصحراويين، المدعومين هذه المرة من قبل مليشيات البوليساريو المسلحة. ويشير هذا التواجد العسكري إلى أن إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، هو بصدد تنفيذ خطته الانتحارية التي وصفها بـ "حماية المتظاهرين في الكركرات".
غير أن هؤلاء المتظاهرين المزعومين ليسوا بحاجة إلى حماية، طالما أنهم ليسوا إلا في مواجهة قوات حفظ السلام التابعة لبعثة المينورسو. وفضلا عن ذلك، من المتوقع أن تجعلهم قوات نفس البعثة يغادرون في الساعات القادمة، إذا لم يتم ذلك بالفعل، لأنه، كما أمر بذلك الأمين العام للأمم المتحدة، لا يجب بأي حال من الأحوال أن تعمد جبهة البوليساريو إلى عرقلة حركة المرور عبر معبر الكركرات.
المثير للدهشة في هذا الاستفزاز الجديد للانفصاليين هو أن المواقع الإخبارية الجزائرية وتلك التابعة لجبهة البوليساريو، التي عادة ما تسرع في التطبيل لهذه الأعمال التخريبية حتى قبل وقوعها، اِلتزمت الصمت وكأن لا شيء وقع، تاركةً المواقع المغربية والموريتانية للإخبار بهذه المناورة الجديدة.
إنها مناورة جديدة ولكن بوجوه قديمة، لأن نفس الأشخاص الذين رأيناهم يتجولون منذ شتنبر الماضي هم نفسهم الذين يقومون بهذه المناورة الجديدة. وهكذا فقد عرت الصور التي تم تداولها اليوم حيل البوليساريو، التي تحاول الإيهام بأن عدة مجموعات مختلفة من الصحراويين هم الذين يقومون بهذه الأعمال الاحتجاجية المزعومة. والحقيقة أن الأمر يتعلق بنفس البلطجية الذين ظهروا منذ شتنبر الماضي في عدة نقاط من المنطقة العازلة في الصحراء المغربية.
في الواقع، تظهر الصور الملتقطة يوم الأربعاء بمعبر الكركرات بوضوح أن الأمر بتعلق بنفس الأشخاص الذين يشكلون المجموعة التي تجمعت يوم الاثنين الماضي بالقرب من الممر الذي بناه الجيش المغربي في الجدار الأمني والمخصص لبعثة مراقبي المينورسو للمرور من الصحراء المغربية إلى مخيمات لحمادة في الجزائر. ويبدو أن جبهة البوليساريو تفتقر بشدة إلى ممثلين إلى درجة أنها تستعين بخدمات نفس الكمبارس للمشاركة في مسرحياتها المختلفة.
وباستثناء الزيادات المتقطعة الحتمية في أسعار الفواكه والخضروات في الأسواق الموريتانية التي ستحدثها مثل هذه المناورات، فإن محاولات عرقلة حركة المرور عبر معبر الكركرات هي محاولات مصيرها الفشل. ولكنها تكشف قبل كل شيء عن غضب البوليساريو الذي لم يعد قادرا على الصمود في وجه أوامر الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يطالب بالهدوء واحترام الوضع القائم، من أجل تهيئة الظروف المؤدية إلى حل سياسي دائم للصراع المفتعل حول الصحراء.