وذكر القيادي في حزب الاستقلال: "أجتهد كثيرا كي لا أكتب ما يمكن تفسيره على أنه مزايدة أو تصيد لأخطاء الحكومة في تدبير الجائحة، ولكن عندما تطلع على البلاغ الأخير لوزارة التربية الوطنية وما ينطوي عليه من استخفاف بموضوع في غاية الجدية، فإنك تكون مضطرا لقول الحقيقة"، معتبرا "إننا باختصار شديد جدا، دخلنا مرحلة الإرتجال الفج في اتخاذ القرارت".
وأضاف بنحمزة أنه "في نهاية الموسم الدراسي السابق، عرفت العلاقة بين مؤسسات التعليم الخصوصية والأسر أزمة غير مسبوقة، كما سجل ضعف كبير في التعليم عن بعد في التعليم العمومي، وكان من المفترض في الوزارة وهي تخطط للموسم الدراسي الجديد، أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، خاصة الجدل حول الخدمة التي تقدمها المؤسسات بين الحضوري والافتراضي"، مردفا: "لكن الوزارة في بلاغها اليوم رمت الكرة مجددا للمؤسسات والأسر، وبكثير من عدم الجدية، فمن يرغب في تدريس أبنائه حضوريا يتحمل مسؤوليته في ذلك، ومن يرغب في التدريس عن بعد فله ذلك، نفس الشيء بطبيعة الحال يقال عن ملايين التلاميذ في المؤسسات العمومية والأطر التربوية التي يجب أن تنقسم نصفين الأول يدرس حضوري والثاني عن بعد".
وأكد بنحمزة أن "الوزارة ألقت بصخرة كبيرة في بركة لم تجف بعد، وتستقيل من مسؤوليتها وترميها على الأسر"، متسائلا: "ماذا لو قررت جميع الأسر تشبثها بالتعليم الحضور؟ كيف سيكون التباعد الاجتماعي؟ ومن يتحمل المسؤولية ساعتها؟ ثم ألا ينطوي الأمر على تمييز خطير بين التلاميذ بين من سيتسفيد من التعليم الحضوري وهو الذي تتحقق فيه شروط العملية التعليمية، وبين من سيتلقى دروسه وواجباته عن بعد؟ أليس حق التلاميذ في الدراسة حق أصيل بغض النظر عن أسرهم؟".
وأكد بنحمزة أن الوزارة "مطالبة بتقديم تصور واضح يركز أساسا على التعليم عن بعد، لأنه أصبح شرا لا مفر منه ولو مرحليا"، متسائلا عن "ما إذا كانت قد أنجزت مواد رقمية بجودة أفضل؟ وهل تم بحث حلول لأزمة اللوحات الإلكترونية والربط بالأنترنت؟ وكيف ستتم معالجة الأزمة بين الأسر ومؤسسات التعليم الخصوصي؟".
وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي قد أعلنت، أمس السبت، عن مخطط متكامل لتدبير الموسم الدراسي 2021 – 2020، يتم تنزيله وفق تطور الحالة الوبائية ببلادنا، وذلك في سياق التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من تفشي وباء "كوفيد-19".
وأفاد بلاغ للوزارة، أنه نظرا للوضعية الوبائية المقلقة التي تعيشها بلادنا حاليا، والتي تتسم بارتفاع كبير في عدد الحالات الإيجابية وفي عدد الأشخاص في وضعية حرجة وعدد الوفيات، تنهي الوزارة إلى علم كافة التلاميذ ونساء ورجال التربية والتكوين والأسر، أنها قررت اعتماد "التعليم عن بعد" كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي 2021 -2020 والذي سينطلق في 7 شتنبر بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات بكافة المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية، مع توفير "تعليم حضوري" بالنسبة للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم، عن اختيار هذه الصيغة، على أن يتم وضع آلية تمكن الأسر الراغبة في ذلك من التعبير عن هذا الاختيار.