ورافق قائد الجيش اللبناني في هاته الزيارة السفير المغربي امحمد كرين، حيث تفقدا المستشفى الذي يتسع لـ60 سريراً، بحضور الطاقم الطبي.
© Copyright : DR
وتأتي هاته الزيارة في اليوم نفسه الذي قال فيه سفير الجمهورية اللبنانية بالمغرب، زياد عطا الله، إن المستشفى الميداني الذي أرسلته المملكة المغربية والعدد الكبير من الأطباء التابعين للقوات المسلحة الملكية المغربية “يشكلون معونة جاءت في الوقت المناسب، ومن شأنها أن تعوض ما خسره القطاع الصحي والاستشفائي بلبنان في هذه المرحلة”.
وأوضح عطا الله في حوار مع وكالة أنباء المغرب العربي، أن المساعدات الإنسانية والطبية المستعجلة التي أرسلها المغرب إلى لبنان، المقدمة بتعليمات من الملك محمد السادس، عقب الانفجار المفجع الذي شهده مرفأ بيروت، تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
واعتبر أن “هذه المكرمة الملكية كان لها وقع كبير في نفوس اللبنانيين، وجاءت في الوقت المناسب”، مؤكدا أن العلاقات بين المغرب ولبنان “عميقة ومتجذرة وأصيلة، ولا تزيدها الأيام سوى رسوخا وصلابة وتجذرا”.
ونوه السفير بالسرعة التي استجابت بها المملكة لنداء الاستغاثة الذي أطلقته بلاده، من خلال تزويدها بالأدوات والأدوية والمستلزمات الاستشفائية والطبية، وحتى المواد الغذائية، عبر أسطول جوي مؤلف من عدد كبير من الطائرات”.
وأشار عطا الله إلى أن لبنان تلقى “بكثير من الترحاب والتقدير هذه البادرة الكريمة والمكرمة التاريخية التي ستظل راسخة في وجدان وتاريخ كل لبناني”.
وأضاف: “إنها بادرة والتفاتة تاريخية نقدرها عاليا، حيث هب جلالة الملك والمغرب بمشاعر أخوية صادقة لمساعدة لبنان وتزويده بكل ما يحتاجه خلال هذه الفترة من أدوية ومستلزمات طبية وأسرة ومستشفى ميداني، و11 طنا من الأدوية المرتبطة بوباء كورونا، إلى جانب أكثر من 300 طن من المواد الغذائية ومستلزمات المعيشة”.
وعبر عطا الله عن امتنانه بـ”الاحتضان الكبير الذي تلقته السفارة اللبنانية عقب الكارثة، والاتصالات غير المسبوقة التي تلقتها لإبداء مشاعر التعاطف والتعازي والمواساة من قبل كافة شرائح المجتمع المغربي، وذلك تعبيرا عن تضامنهم والوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة”.
ولفت السفير اللبناني إلى أن هذه الاتصالات تعبر عن “فيض المشاعر تجاه لبنان واللبنانيين، وهي مشاعر أخوية مشكورة جدا وتؤثر عميقا فينا وتبلسم جراحنا”.
وبخصوص الوضع الراهن في بيروت، أوضح السفير أن لبنان امتص الصدمة الأولى حين غصت المستشفيات بأكثر من خمسة آلاف جريح، ولقي أكثر من 150 لبناني حفتهم.
وكشف أن المستشفيات الثلاثة في بيروت توجد حاليا خارج الخدمة، مما اضطر المرضى الذين كانوا موجودين فيها لمغادرتها بسبب تعطلها عن العمل جراء الانفجار.
ودعا إلى تعزيز قدرة النظام الطبي والاستشفائي اللبناني على احتواء عدد أكبر من مرضى “كورونا”، مشيرا الى أن المعونات التي تصل من الدول الشقيقة، لا سيما المغرب، ستساعد لبنان على تخطي هذه المرحلة الصعبة.
وذكر سفير لبنان بالرباط بأن هذه الكارثة جاءت لتنضاف إلى سلسلة من المصاعب التي يواجهها الاقتصاد اللبناني، مؤكدا في المقابل، أن لبنان سيتخطى هذه الأزمة بتكاثف اللبنانيين، وبتضامن أشقائهم معهم، وفي مقدمتهم المملكة المغربية.