تصوروا أن مهاجرا مغربيا مقيما بألمانيا قرر هو وأفراد عائلته الصغيرة أن يقضوا أيام قليلة بالمغرب. فبمجرد ما تطأ قدمه أرض الوطن هو وأفراد عائلته، يتعين عليهم أن يقضوا تسعة أيام في العزل الصحي. وبعد عودتهم إلى ألمانيا، يتعين عليهم أن يظلوا في الحجر لمدة 14 يوما. أي أن المجموع هو 23 يوما. بمعنى أن عليهم أن يظلوا في الحجر لمدة ثلاثة أسابيع مع ما يخلفه ذلك من آثار نفسية، خاصة على الأطفال.
هذه الحكاية القصيرة تلخص المعضلة التي يواجهها المهاجرون المغاربة الذين يريدون زيارة المملكة خلال هذا الصيف، وبالنسبة للكثيرين خلال احتفالات عيد الأضحى بشكل خاص.
وبحسب مصادرنا، فإنه لإيجاد حل لهذه المعضلة، يتعين وبشكل مستعجل مراجعة البرتوكول الطبي المعتمد بالمغرب الذي يفرض حاليا على كل مغربي عائد من الخارج قضاء تسعة أيام في العزل الصحي.
وأوضح لنا مصدر يتابع هذا الموضوع قائلا: "لا شيء يمنع من تقليص مدة العزل إلى 48 ساعة على سبيل المثال مع إجراء فحوصات بتقنية بي سي إر".
بالنسبة للجوانب الأخرى، يتعين الإسراع بالتواصل مع الدول المعنية أساسا بعملية العبور وخاصة إسبانيا.
وإذا كانت اللجنة المختلطة المغربية الإسبانية لم تجتمع فعليا، فإن المسؤولين الإسبان لم يتوقفوا خلال الأيام الأخيرة عن ترديد أن تحديد مصير هذه العملية يبقى بيد السلطات المغربية.
أما بالنسبة للجوانب المتعلقة بالتنظيم واللوجستيك، فإن الاستعدادات جارية تحسبا لأي احتمال. وقد أظهر المغرب أنه قادر على مواجهة أية حدث غير متوقع بفضل التعاون الفعال بين مختلف المصالح المعنية.
الكرة الآن هي، إذن، بيد لجنة اليقظة العلمية التي يتعين عليها إعادة النظر في البرتوكول الطبي وإيجاد بدائل للعزل الصحي لمدة تسعة أيام، التي تشكل حاجزا حقيقيا أمام رغبة المغاربة المقيمين بالخارج في قضاء العطلة بالبلاد خلال شهري يوليوز وغشت.