و قالت جريدة النهار المغربية، في عدد يوم غد (الاثنين)، إن زيارة الملك خوان كارلوس للمغرب تكتسي أهمية خاصة في هذه الظرفية بالذات، وذلك نظرا للتطور الإيجابي في العلاقات بين البلدين منذ وصول ماريانو راخوي إلى رئاسة الحكومة، وتحمل هذه الزيارة أبعادا رمزية مهمة جدا.
وحددت الجريدة نفسها أهمية الزيارة في أن الملك خوان كارلوس يقوم بأول زيارة له خارج إسبانيا، بعد العملية الجراحية التي أجريت له خلال السنة الجارية، كما أنها تأتي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر منها الجارة الشمالية، والتي لها انعكاسات سلبية على دول الجوار، إضافة إلى نظرة الجارة الإيبرية للمغرب على أنه البلد الذي عرف تطورا سياسيا كبيرا.
وفي السياق نفسه ذكرت جريدة الإتحاد الاشتراكي أن هذه الزيارة تحظى باهتمام غير مسبوق حتى أن القصر الملكي الإسباني ذكر في بلاغ له أنها ستشكل علامة فارقة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ففي سابقة من نوعها، حسب الجريدة نفسها، تعتبر هذه أول زيارة لزعيم دولة إلى المغرب في شهر رمضان، كما أن القصر الملكي الإسباني وجه الدعوة إلى جميع وزراء الخارجية، منذ نهاية الديكتاتورية، الذين مازالوا على قيد الحياة وعددهم عشرة، وذلك لمرافقته إلى المغرب، وقد لبى الدعوة تسعة وزراء، فيما اعتذر وزير الخارجية في عهد حكومة فليبي غونزاليث لأسباب صحية.
من جهتها نقلت جريدة بيان اليوم تصريح الخارجية الإسبانية بشأن الزيارة ومنها "أن المغرب بلد جار وصديق ويحظى بالأولوية في السياسة الخارجية، مشيرة إلى أن أزيد من 800 ألف مغربي يعيشون في إسبانيا".
وذكرت الجريدة نفسها أن جودة العلاقات بين المغرب وإسبانيا يكمن في الاتصالات المتميزة التي تتم على جميع المستويات، وفي رغبة البلدين في بناء شراكة مربحة للطرفين.
خطوة إلى الأمام
تعتبر زيارة الملك خوان كارلوس إلى المغرب الثانية له من نوعها في ظرف أقل من عقد. وتكتسي أهمية كبرى لأن البلدين يراهنان على تطوير العلاقات الى ما هو استراتيجي وتفادي المشاكل التي تنفجر بين الحين والآخر.
إن هذه الزيارة ستمتد من الاثنين الى يوم الجمعة، وهي أطول زيارة رسمية للملك خوان كارلوس في الخارج. وكانت الزيارة مبرمجة بين الاثنين والأربعاء فقط.
وتتزامن الزيارة وشهر رمضان، حيث اعتادت التقاليد المغربية للمؤسسة الملكية عدم استقبال ملوك ورؤساء الدول من غير المسلمين في هذا الشهر إلا نادرا، مما يعني أن المغرب يعطي دورا هاما للزيارة.
وتراهن اسبانيا كثيرا على هذه الزيارة في محاولة منها لإعطاء العلاقات الثنائية قفزة نوعية تجعلها تتجنب التوترات والأزمات التي تظهر بين الحين والآخر، فإسبانيا تتبنى سياسة معتدلة في كل الملفات بما فيها ملف الصحراء عندما تحفظت على دعم المخطط الأمريكي الرامي الى تكليف مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. ومن جانبه، جمد المغرب الكثير من ملفات التوتر ومنها مطالبته بسبتة ومليلية.