تطور جديد في التصعيد المعادي للمغرب الذي يقوده النظام الجزائري. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية أمس الخميس إن "الجزائر قررت استدعاء سفيرها في كوت ديفوار للتشاور". السبب المعلن عنه في هذا البيان هو "التصريحات مبطنة للوزير الإفواري للاندماج الإفريقي والإفواريين بالخارج، إثر فتح هذا البلد لقنصلية مزعومة في مدينة العيون المحتلة في الصحراء الغربية"، بحسب ما جاء في بيان المذكور.
وكان علي كوليبالي، وزير الاندماج الإفريقي وإيفواريي الخارج قد أكد عند افتتاح قنصلية بلاده في العيون، يوم الثلاثاء 18 فبراير، أن قرار بلاده "يتوافق مع منطق التاريخ" و"يتناغم مع موقف جمهورية كوت ديفوار الراسخ بخصوص مغربية الصحراء".
تلاحظون أن الوزير الإيفواري يشدد على أن قرار كوت ديفوار بفتح قنصلية عامة في العيون "يتوافق مع منطق التاريخ" و"يتناغم مع موقف جمهورية كوت ديفوار الراسخ بخصوص مغربية الصحراء".
بأي حق وبأي "منطق" تسمح الجزائر لنفسها، التي لا تكف عن ترديد أسطوانة "احترام سيادة الدول" ومبدأ "عدم التدخل"، بحشر أنفها في قرار سيادي لكوت ديفوار ينبع من قناعة راسخة بمغربية الصحراء؟
"افتتاح قنصلية إيفوارية مزعومة يعد ضربا للالتزام الجماعي للبلدان الإفريقية المؤسسة للاتحاد الإفريقي القاضي بالتمسك بمبادئ المنظمة والعمل على تحقيق الأهداف المكرسة في العقد التأسيسي، خاصة ما تعلق منها بضرورة الوحدة والتضامن بين الدول والشعوب والدفاع عن السيادة والوحدة الترابية واستقلال الدول الأعضاء"، بحسب ادعاء وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية التي يبدو أنها في حيرة شديدة من التوجه الدبلوماسي الأفريقي إلى الأقاليم الصحراوية المغربية من خلال فتح قنصليات لها في هذه المناطق والذي بدأ في منتصف دجنبر 2019 من قبل حكومة جزر القمر، والتي استمرت مع غامبيا وغابون وجمهورية أفريقيا الوسطى وساو تومي وبرينسيبي وقريبا مع بوركينا فاسو...
من خلال هذا النهج المتعجرف، من الواضح أن الجزائر هي، إن لم تكن الوحيدة و "الظالمة"، على الأقل الطرف الرئيسي في الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية. إنها بالفعل العاصمة الوحيدة في العالم التي "تحتج" على فتح قنصليات في الأقاليم الصحراوية المغربية، بما في ذلك العيون والداخلة.
لم تجد لا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا أي منظمة إقليمية أو قارية في أوروبا أو في إفريقيا أو في آسيا أو في أمريكا اللاتينية أي شيء يقال بشأن هذه الدينامية الدبلوماسية الجديدة في الصحراء المغربية.
إن النظام الجزائري لديه أشياء يفعلها أفضل من إضاعة الوقت في السير ضد مجرى التاريخ ... والمستقبل. إن هذا النظام المتداعي، الذي يرفضه الشعب الجزائري، يحاول صرف أنظار الشعب بترديد أسطوانة "العدو المغربي"!
إنه أمر سخيف!