عندما يُخرج الأصل الصحراوي للإرهابي عدنان أبو الوليد البوليساريو من صمتها

DR

في 13/02/2020 على الساعة 14:21

وأخيرا خرجت جبهة البوليساريو الانفصالية عن صمتها وردت من خلال ما يسمى بـ"تمثيليتها" في إسبانيا على الحملة الموجهة ضد زعيم الفرع الصحراوي لداعش، عدنان أبو وليد الصحراوي، ولكنها لم تجد ما تقدمه من أجل نفي العلاقات الوثيقة والمؤكدة التي تربطها بهذا الإرهابي إلا كونه ولد بالعيون! وفيما يلي التفاصيل.

يبدو أن جبهة البوليساريو، التي تبرع في كل أنواع التضليل، لها بعض "الدروس الأخلاقية" لإعطائها لزملائنا الإسبان وخاصة هؤلاء العاملين في وكالة أوروبا بريس التي حذرت مؤخرا من التهديد الذي تمثله "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" التي يتزعمها أحد العناصر السابقة في ما يسمى بـ"جيش التحرير الشعبي الصحراوي"، المدعو عدنان أبو وليد.

جبهة البوليساريو تنفي بشكل قاطع المعلومات الخاطئة التي أوردتها وسائل الإعلام الإسبانية، وخاصة تلك التي نشرتها وكالة أوروبا بريس، والتي نُشرت تحت عنوان "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، التهديد الرئيسي لمنطقة الساحل"، هكذا ردت الجبهة الانفصالية، عبر "تمثيليتها" في إسبانيا، متهمة الوكالة الإسبانية بـ"خلق البلبلة بشكل متعمد لدى الرأي العام" من خلال ربط الفرع الصحراوي لداعش بـ "القضية الصحراوية"!

تجدر الإشارة إلى أن البوليساريو التزمت الصمت عندما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بداية أكتوبر 2019، "عرض مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات تسمح بتحديد موقع عدنان أبو وليد الصحراوي، العضو السابق في البوليساريو". وتجدر الإشارة أيضا إلى أن هذه الجبهة نفسها لم يصدر عنها أي موقف إزاء التحذير الصارم الذي تم إطلاقه مؤخرا، خلال قمة مجموعة الخمسة التي اجتمعت بباريس بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي اعتبرت أن "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" هي أكبر تهديد إرهابي في منطقة الساحل والصحراء.

وكان يتعين أن تنشر هذه التحذيرات، التي أكدتها المذكرة التحذيرية الصادرة عن أجهزة الاستخبارات الإسبانية مؤخرا، وفي ما بعد من طرف الأجهزة الأمنية الجزائرية نفسها، ناهيك عن التحذيرات الصادرة عن الأمم المتحدة، ضد الهجمات الإرهابية المحتملة في مخيمات لحمادة، من قبل زملائنا الإسبان، حتى تخرج الجبهة الانفصالية عن صمتها وتدعي بأن الأمر مجرد أخبار كاذبة، وهي التي دأبت على اتباع سياسة التضليل ونشر الأخبار الكاذبة خلال 44 سنة من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

لنتجاوز هذا الأمر، لأنه يبدو أن الجبهة الانفصالية تبحث عن "الأدلة" لنفي أي علاقة لها مع أحد عناصرها والذي أصبح في ما بعد زعيما لأكبر تنظيم إرهابي ينشط في منطقة الساحل والصحراء، ويتعلق الأمر بعدنان أبو وليد الصحراوي. ولم تجد هذه الجبهة أفضل من أجل تبرئة ساحتها غير "النبش" في "الحالة المدنية" لهذا الزعيم الإرهابي، عدنان أبو وليد الصحراوي، مدعية بأن هذا الأخير ولد سنة 1974 بالعيون، حيث تقلى تعليمه الابتدائي والإعدادي قبل أن ينتقل في بداية التسعينات من القرن الماضي إلى مخيمات لحمادة، ثم إلى الجزائر العاصمة، من أجل متابعة "دراساته الجامعية"!

إن تحول عدنان أبو وليد الصحراوي إلى الأنشطة الإرهابية تزامن مع إقامته في الجزائر العاصمة ! كما هو الحال بالنسبة لـ"رفيقه في الدم"، المختار بلمختار وأيضا إياد أغ غالي وهو زعيم تنظيم إرهابي آخر يطلق عليه "أنصار الدين". كل هؤلاء كان معروف عليهم أنهم كانوا يرتاتدون باستمرار مقرات دائرة الاستعلام والأمن (الاستخبارات العسكرية الجزائرية) التي كان يشرف عليها الجنرال الدموي محمد لمين مدين الملقب بـ"توفيق" والذي يقضي حاليا عقوبة سجنية تصل إلى 15 سنة في السجن العسكري بالبليدة.

هل تتخذ الجبهة الانفصالية من ازدياد الإرهابي الصحراوي بالعيون مجرد ذريعة لنفي أي علاقة لها بـ"الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"؟

ألا تشكك البوليساريو، التي تحب أن تقدم نفسها بأنها "الممثل الوحيد للشعب الصحراوي"، من حيث لا تدري، في الأصل الصحراوي لسكان الأقاليم الجنوبية الصحراوية! على أي حال هذا ما يوحي به بيانها الصحفي.

وخلاصة القول، جبهة البوليساريو، عكس ما تدعيه وتروج له، لا تمثل إلا نفسها فقط.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 13/02/2020 على الساعة 14:21