وشكلت هذه المناسبة فرصة للسفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، للتذكير بأن "التسامح الديني يعد جزءا من الوعي الجمعي للمجتمع المغربي".
وأبرز هلال، خلال هذا الاجتماع الذي تزامن مع الاحتفال بأسبوع "الوئام بين الأديان"، التقاليد العريقة للتسامح الديني والروحي في المملكة التي تتعايش فيها الأديان منذ أزيد من 12 قرون، كما تشهد على ذلك المساجد والكنائس والمعابد في مختلف المدن المغربية.
كما أكد السفير المغربي على الدور القيادي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات ونشر الاعتدال واحترام الآخر، وهو ما عكسته بجلاء الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى المملكة، في مارس 2019، حيث هنأ جلالة الملك على توفيره: لـ"تكوين متين لمكافحة جميع أشكال التطرف والتي غالبا ما تؤدي إلى العنف والإرهاب ".
من جهة أخرى، أكد هلال على اعتماد خطة عمل الرباط بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية وكذا إعلان مراكش في يناير 2016 بشأن حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، وخطة عمل فاس بشأن خطة عمل القيادات والجهات الفاعلة الدينية لمنع التحريض على العنف والجرائم الوحشية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في يوليوز 2017.
كما ذكر الدبلوماسي المغربي بتبني القرار المغربي المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأول مرة، في يوليوز 2019، بشأن مكافحة خطاب الكراهية بعنوان: "محاربة خطاب الكراهية: تشجيع الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح".
وركز السفير عمر هلال أيضا على التوصيات التي من شأنها مساعدة المجتمع الدولي على مكافحة خطاب الكراهية، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى تنسيق عملها داخل منظومة الأمم المتحدة.
واقترح السفير المغربي في هذا السياق إنشاء معهد أممي لفائدة علماء الدين الدوليين، يوفر لهم التكوين والإشراف والمشورة حول كيفية استخدام دورهم البارز في مجتمعاتهم المحلية لتعزيز ثقافة السلام والوئام والتعايش.
وتميز هذا اللقاء بمشاركة واسعة لغالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فضلا عن أعضاء المجتمع المدني الذين أشادوا بريادة المغرب في محاربة خطاب الكراهية.