"إنه أكثر من مجرد خطأ، إنه تعبير عن ضعف كبير، وهذا هو السبب الذي يدفع جارنا في الجنوب (المغرب) في توسيع حدوده البحرية"، هذا ما جادت به قريحة خوسي ماريا أثنار المعروف بغروره وتضخم أناه، بمناسبة اللقاء الأخير الذي نظمه الحزب الشعبي، بعد تصويت البرلمان المغربي، بغرفتيه مجلس النواب ومجلس المستشارين، على القوانين المتعلقة بتحديد الحدود البحرية المغربية.
وعد خوسي ماريا أثنار بأن حزبه، الحزب الشعبي، لن يستكين أمام "ضعف" حكومة سانشيز، متهما إياه بأنه يفتقر إلى "الحزم" تجاه المغرب، الذي يبدو أن "جريمته" هو أنه اتخذ قراره السيادي بترسيم حدوده البحرية، بالطريقة نفسها التي اتبعها فيما يتعلق بحدوده البرية، والتي سيتبعها قريبا بالنسبة لمجاله الجوي.
غير أن ماريا أثنار الذي كان مريدا مخلصا لمانويل فراغا، وهو وزير الاتصال السابق للديكتاتور فرانكو، لا يرى الأمور بهذا المنظار. فهو بصفته تلميذا نجيبا للنظام فرانكو الديكتاتوري (فرانكو كان معروفا باسم الكوديو)، يبدو أن الكوديو الصغير، الذي كان يتسبب في حرب مع المغرب، في صيف عام 2002، بعد أن أمر جيشه بالهجوم على جزيرة ليلى المغربية، يعاوده الحنين إلى الحقبة الاستعمارية سيئة السمعة.
غير أنه في هذه النقطة بالذات، أخطأ في الزمن وفي "العدو". لقد اختار المغرب، القوي بحقوقه وجيشه، دائما الحكمة والتعقل، مع الجار الشمالي، إسبانيا، كما مع الجار الشرقي، وهو الأمر الذي لا ينبغي بأي حال تفسيره على أنه "ضعف". نفس الأمر الذي يؤاخذه أثنار المغامر اليوم على الرئيس الاشتراكي الحالي للحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الذي تقوم سياسته تجاه المغرب على الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون الثنائي.
ويفتقر وريث نظام فرانكو إلى هذه الصفات جميعها، فقد تسبب عندما كان يرأس السلطة التنفيذية الإسبانية (1996-2004) في إلحاق ضرر كبير بعلاقات الصداقة بين المملكتين المغربية والإسبانية.