فضيحة. عميد المسجد الكبير في باريس هو محامٍ يدافع عن البوليساريو

DR

في 16/01/2020 على الساعة 21:48

المعطيات التي حصل عليها Le360 بشأن عميد المسجد الكبير في باريس، وهي المؤسسة التي تحركها أجهزة الاستخبارات الجزائرية، تشير إلى أنه محامي الجبهة الانفصالية. وفي هذا المقال سنتوقف عند هذه المناورة التي لا يمكنها أن تمر.

اختارت جبهة البوليساريو الانفصالية المحامي الفرنسي الجزائري، شمس الدين حفيظ، في فبراير 2013 لتقديم طعن ضد الاتفاقية الفلاحية الموقعة بين الرباط وبروكسل أمام محكمة العدل الأوروبية التي وجهت صفعة للجبهة الانفصالية وأكدت أن هذه الأخيرة ليس "لها الصفة للتصرف" باسم الصحراويين.

إن اختيار هذه الشخصية على رأس المسجد الكبير في باريس خلفا للعميد السابق ورجل النظام الجزائري، دليل بوبكر، ليس حادثا عرضيا. فاستدعاؤه يوم الثلاثاء الماضي من قبل السفارة الجزائرية بباريس والتي تم خلالها "انتقاده بشدة" لكونه هندس عملية الانقلاب على بوبكر (عميد المسجد الكبير منذ 1992) يمكن أن يكون فقط مسرحية رديئة. والدليل على ذلك، أن المعيار الذي كرسه رئيس الجمهورية الجزائرية "المنتخب" الجديد لاختيار الشخصيات لبعض المناصب هو العداء للمغرب، خاصة لوحدته الترابية.

بالإضافة إلى الحركة الواسعة التي تم تشغيلها مؤخرا في السلك الدبلوماسي، والتي عهدت بمناصبها الاستراتيجية إلى الدبلوماسيين المعروفين بعدائه الدفين للمغرب، وعلى رأسهم وزير الخارجية المدعو صبري بوقادوم، يجب أن نتوقع من الآن فصاعدا أن ينتقل "العداء" للمغرب للحاكم الجديد بالجزائر، إلى المجال الديني!

سيكون من الصعب للغاية تقبل رئيس من أشد المدافعين عن البوليساريو، ومحامي النظام العسكري الجزائري في مجال الأعمال، هذا النظام الذي لم يبخل بأي وسيلة لتعويضه على خدماته الثمينة، إلى درجة أن مكتب شمس الدين حفيظ (64 سنة) يوجد بأجمل شارع في العالم! الشانزليزيه، الواقع في المقاطعة الثامنة لباريس!

ولكن الغريب هو أن نلاحظ أن لعبة الجزائر (الصغيرة) لم تقلق حتى الآن السلطات الفرنسية، التي تسامحت بشكل لا يصدق مع هذا التواطؤ بين مؤسسة دينية خاضعة للقانون الفرنسي واستغلالها من قبل الجزائر لتحقيق غايات سياسية، من بينها ضرب المصالح العليا للمغرب.

هذا التواطؤ لم يثر أيضا المثقفين والإعلاميين الفرنسيين، ولا سيما هؤلاء المتحمسين لـ"إسلام فرنسا"، والذين لم يعبروا عن رأيهم ولم ينددوا لحد الآن بهذا التدخل الجزائري في شأن ديني من المفترض أن يكون بمنأى عن المناورات السياسوية الجزائرية.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 16/01/2020 على الساعة 21:48