الرئيس الجزائري الجديد يبدأ ولايته الرئاسية بعمل عدائي اتجاه المغرب

عبد المجيد تبون وقايد صالح

عبد المجيد تبون وقايد صالح . DR

في 20/12/2019 على الساعة 09:42

عمل عدائي جديد أقدمت عليه الجزائر اتجاه المغرب. فقد أصدرت الخارجية الجزائرية بيانا تنتقد فيه قرار جزر القمر بفتح قنصلية لها في مدينة العيون بالصحراء المغربية، ووصفته بأنه "إجراء شديد الخطورة".

"الجزائر تفاجأت لقرار حكومة جزر القمر المتمثل في فتح ممثلية قنصلية بمدينة العيون المدينة الواقعة بالصحراء الغربية المحتلة". هذا ما ورد في البيان الصحفي الصادر مساء الخميس عن وزارة الخارجية الجزائرية، واصفا هذا القرار بأنه "إجراء شديد الخطورة".

وأضاف المصدر ذاته أن هذا القرار "يعد انتهاكا صارخا لمعايير القانون الدولي مثلما تذكر به مرارا اللوائح ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بالصحراء الغربية فضلا عن تشكيله مساسا بالقواعد والمبادئ التي يجب أن تطبع تسيير العلاقات الإفريقية".

هذا هو مضمون هذا البيان الصحفي المثير للتقزز، الذي نقلته مساء أمس الخميس وكالة الأنباء الجزائرية، البوق الدعائي للنظام العسكري الجزائري. وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو أول بيان صحفي يصدر في نفس اليوم الذي تم فيه تنصيب الرئيس الجديد "المنتخب" للجزائر. وقد أعلن عبد المجيد تبون، عن نواياه منذ الساعات الأولى من يوم الخميس بتأكيده، في خطاب التنصيب، أن ملف الصحراء كان "مسألة إنهاء الاستعمار تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي"، مشيرا إلى أن "هذه المسألة يجب ألا تسمم العلاقات مع الأشقاء المغاربة".

السيد تبون، ولنكن أكثر دقة، القيادة العامة للجيش الجزائري حيث يبدو أن هذا البيان الصحفي قد كتب، يرون أنه من المفيد أن يبدأ عهد "الجزائر الجديدة" بهذا العمل الاستفزازي، الذي بكل تأكيد ليس أمرا جديدا، ولكن خطورة هذا العمل الاستفزازي الجديد هو "استثنائي". لأن الأمر يتعلق باستفزاز مزدوج. الأول ضد المغرب الذي يعتبر الموضوع الرئيسي للسياسة الخارجية للنظام الجزائري، الثاني ضد دولة أفريقية ذات سيادة، وهي جزر القمر التي قررت بشكل سيادي فتح قنصلية عامة لها في العيون.

بأي حق يسمح لنفسه هذا النظام الحاقد والممجوم من قبل الشعب الجزائري الشقيق بالتدخل في ملف تشرف عليه بشكل حصري "منظمة الأمم المتحدة"؟ لماذا يسمح لنفسه بحشر أنفه في الشؤون الداخلية للآخرين ويحاول الهروب إلى الأمام، مثل حصان جامح، في كل مرة يتم فيها انتقاد ممارساته القمعية والاستبدادية ضد الشعب الجزائري؟! لماذا هذا الحقد الأعمى اتجاه دولة جارة (المغرب) آلت على نفسها ألا تتدخل في الشؤون الجزائرية الجزائرية؟ لماذا لم يطبق المغرب أبدا مبدأ المعاملة بالمثل وشرع في إثارة الحركات الانفصالية المتواجدة في الجزائر؟

يمكننا أن نطيل القائمة إلى ما لا نهاية هرطقات السياسة الخارجية (والغريبة!) لهذا النظام الحاقد، ولكن باختصار: يتعين على الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي الانتظار لفترة طويلة لتطبيع العلاقات بينهما.

إنه حقا لأمر محزن!

تحرير من طرف محمد حمروش
في 20/12/2019 على الساعة 09:42