ما تصرفه الجزائر من أجل تسليح البوليساريو يكفي لإطعام "لاجئي" تندوف

قادة جبهة البوليساريو الانفصالية

قادة جبهة البوليساريو الانفصالية . DR

في 18/12/2019 على الساعة 16:02

منح دافعو الضرائب الأوروبيون منحة جديدة بقيمة 1.3 مليون يورو لمكافحة سوء تغذية الأطفال والنساء في تندوف، وفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية.

لا يزال الأطفال الصحراويون والنساء يموتون في الجزائر بسبب سوء التغذية! ومع ذلك، لم تشعر وكالة الأنباء الجزائرية، وهي صوت النظام العسكري الجزائري ومع ذلك الراعي الرسمي للأسطورة التي يطلق عليها اسم "الجمهورية الصحراوية" الوهمية، بأي حرج وهي تتحدث عن هذا "الانجاز" المدهش، المرفق بأرقام مروعة مقدمة من برنامج الأغذية العالمي، الذي يؤكد في آخر تقرير له، تم إجراؤه بالاشتراك مع المفوضية العليا للاجئين، أن "معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال اللاجئين الصحراويين دون الخامسة من العمر بلغت 7.6 في المائة في عام 2019 مقابل 4.7 في المائة في عام 2016".

وهو رقم قياسي تتباهي به وكالة الأنباء الجزائرية وكأنه انتصار!، تحت أنظار الطغمة العسكرية الحاكمة، وكذا قادة البوليساريو في الرابوني، الذين لم يتوقفوا مطلقًا عن استخدام شبح المجاعة لجمع أكبر عدد من التبرعات الدولية، نقدا وعينيا، والتي لا تصل أبدا إلى المستفيدين، وهم "اللاجئون الصحراويون".

"منح الاتحاد الأوروبي مساهمة قدرها 1.3 مليون يورو لصالح اللاجئين الصحراويين في المخيمات القريبة من تندوف (الجزائر)"، هكذا أعلنت بابتهاج وكالة الأنباء الجزائرية، التي رحبت بـ"الكرم الحاتمي" دافعي الضرائب الأوروبي.

ما سبب هذا التباهي الذي تستخلصه وكالة الأنباء الجزائرية من هذا العمل الخيري الذي لا يستفيد منه حقا الأشخاص المعنيون بالأمر؟ يكفي هنا التذكير بسرقة حليب الأطفال النكراء، مع العلم أن هذا المنتوج حيوي للغاية بالنسبة للأطفال حديثي الولادة. إن قادة جبهة البوليساريو، بالتواطؤ الإجرامي مع عرابها الجزائري، اغتنوا من تلك "الأموال القذرة".

والدليل على ذلك خلاصات التحقيق الذي أجراه في عام 2015 المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، أظهرت الوجه البشع للجبهة وراعييها من خلال نهب المساعدات، التي تنطلق من ميناء وهران، والتي غالبا ما تباع في الأسواق السوداء في بواذيبو بموريتانيا ونيامي (النيجر) وباماكو (مالي) وحتى في الجزائر!

ولا يخفى على أحد أن أرباح هذه التجارة المشينة غالبا ما تنتهي، إن لم يكن ذلك في الحسابات البنكية للأوليغارشية الجزائرية وأذنابهم الانفصاليين في الملاذات الضريبية الأوروبي، في سويسرا على وجه الخصوص، فإنها تنتهي على الأقل في المشاريع العقارية الفاخرة في جنوب إسبانيا، وخاصة في ماربيا.

"الأسلحة" أفضل من حياة "اللاجئين"!

ما يثير الدهشة (في هذه القضية) هو أن هذا المعدل القياسي لسوء التغذية مسجل في تندوف، وبالتالي في الجزائر، التي تعد واحدة من أغنى البلدان في أفريقيا، حتى فيما وراءها !! كيف يمكن لبلد يزخر بثروات نفطية هائلة يوجد على أرضه أطفال أبرياء ما زالوا يتضورون جوعا حتى الموت؟! أين تبخرت الـ 350 مليار دولار التي منحها النظام الجزائري لجبهة البوليساريو حتى الآن؟

إذا رفضت الجزائر دفع درهم واحد لإطعام وإسكان "اللاجئين"، فإنها بالمقابل لم تذخر جهدا من أجل شراء الأسلحة لصالح جبهة البوليساريو. الأرقام المقدمة من مصدر دبلوماسي مقلقة للغاية. وهكذا فإن الدبابة الشهيرة T-70 (المصنوعة في روسيا)، والتي يزود الجيش الوطني الجزائري بها مليشيات البوليساريو تكلف 1.2 مليون دولار! مبلغ يمكن استخدامه مع ذلك لإطعام أكثر من 7000 "لاجئ صحراوي" سنويا وتقديم الخدمات الصحية إلى 19000 شخص! وضمان تعليم لـ6000 طفل! تبلغ تكلفة الشاحنة الصغيرة (pick-up) التي يزود بها الجيش الجزائري الميليشيات المسلحة التابعة لجبهة البوليساريو 60 ألف دولار. ومع ذلك، فإن هذا المبلغ يمكن أن يطعم 350،000 شخص في العام ... وتكلفه بندقية هجومية من طراز كلاشينكوف AK 17 1500 دولار، بهذا المبلغ يمكن إطعام عائلتين على الأقل في السنة ...

هل الأسلحة أفضل من الغذاء والصحة والسكن وحتى من حياة من يطلق عليهم بـ"اللاجئين"؟ إن ادعاء النظام الجزائري القائم على العداء والكراهية بأن موقفه من نزاع الصحراء هو "مسألة مبدأ"، فإن ذلك بلا شك كذبة بغيضة. ولكن مع كامل الأسف فإن الأطفال الأبرياء هم الذين يدفعون الثمن.

إنه في الحقيقة وضع غير مقبول!

تحرير من طرف محمد حمروش
في 18/12/2019 على الساعة 16:02