الانتخابات الرئاسية الوهمية: عندما يصوت "اللاجئون الصحراويون" مكان الجزائريين

اللاجئون الصحراويون في تندوف صوتوا مكان الجزائريين

اللاجئون الصحراويون في تندوف صوتوا مكان الجزائريين . DR

في 14/12/2019 على الساعة 16:00

وفقا لنتائج "الانتخابات الرئاسية"، التي كشفت عنها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فإن أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية سجلت في تندوف (57.29 في المائة). وهو رقم قياسي (وطني) يعزى لسبب وحيد!

النتائج التي قدمتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تبرز حقيقة بديهية. فقد شارك ما لا يقل عن 57.29 من المائة من سكان تندوف في "الانتخابات الرئاسية" الجزائرية -"الأكثر شفافية" في تاريخ ما بعد الاستقلال في الجزائر، على حد تعبير المراقب (المستقل) لهذه "الانتخابات بدون ناخبين"، محمد الشرفي، وزير العدل السابق في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة!

من بين جميع الولايات الجزائرية الـ 48، حطمت ولاية تندوف-و هذه الحقيقة تصدر عن بوق النظام الإعلامي ألا وهي وكالة الأنباء الجزائرية- الرقم القياسي في المشاركة في هذه "الانتخابات" المفصلة على المقاس من قبل نظام العسكر الجزائري.

الرقم الذي قدمته هذه الوكالة الرسمية، لا يفسح المجال لأي شك. لا يمكننا إلا أن نشكرها لكونها كانت دقيقة جدا وصادقة جدا وشفافة جدا بشأن هذه النقطة.

يتعين علينا الآن إيجاد تفسير للمشاركة القياسية لسكان تندوف في هذه "الانتخابات بدون ناخبين"، باستثناء "الشعب" المكون من الجنود والدرك والشرطة وعناصر الحرس البلدي، وغيرهم من العناصر الخاضعين للنظام العسكري الديكتاتوري وللجنرال أحمد قايد صالح بشكل خاص.

هل هناك حاجة لتحديد هوية أولئك الذين هرعوا إلى "صندوق الاقتراع" لانتخاب عبد المجيد تبون، وهو صديق قديم لرئيس أركان الجيش الجزائري؟ ليس سرا أن سكان معسكرات لحمادة-تندوف -22000 "لاجئ"!- قد استخدموا (دائما) من قبل النظام المارق كورقة انتخابية، للنفخ في نسبة المشاركة الضعيفة تاريخيا وتأييد مرشحه (أو مرشحيه) للرئاسة، الذين لم يحكموا قط في الجزائر، لأن السلطة تبقى بيد أصحاب البدلات العسكرية.

ببساطة، لم يعد اللجوء إلى "اللاجئين الصحراويين" هذه المرة أكثر فائدة للنظام القمعي الذي يريد ضمان "البقاء" أمام انتفاضة 48 مليون جزائري، التي استمرت لمدة ثمانية أشهر حتى الآن (منذ 22 فبراير 2019)، للمطالبة بتأسيس دولة مدنية وديمقراطية وشعبية حقا.

أمام مقاطعة هذه الانتخابات المزيفة، لم يجد نظام العسكر سبيلا لتمرير مخططه غير جلب "اللاجئين الصحراويين" في مخيمات لحمادة-تندوف إلى "صناديق الاقتراع" للتصويت بدلا من الشعب الجزائري. وهذا يعني إذلالا مزدوجا: تجاه "اللاجئين الصحراويين" أنفسهم، الذين هم ضحايا لأطول وأقسى عملية احتجاز في التاريخ (44 سنة من الاحتجاز في جحيم المخيمات)، وتجاه الشعب الجزائري، الذي صودر صوته مرة أخرى، على الرغم من الوعد بالتغيير الذي تم إقباره الآن من قبل مافيا الجنرالات الفاسدة والقمعية.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 14/12/2019 على الساعة 16:00