يتعلق الأمر بكذبة دولة، بالتأكيد ليست الأولى التي تصدر عن الدولة الجزائرية، لكن خطورتها تعرض حياة الآخرين لخطر حقيقي. الوقائع جلية وواضحة. فيوم الأربعاء الماضي، أخبر الناطق الرسمي باسم المينورسو وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أن بعثة الأمم المتحدة قد اتخذت "تدابير وقائية" بعد التنبيهات التي وجهت لها باحتمال وقوع هجمات في تندوف، من قبل السلطات الجزائرية.
وكانت السلطات الإسبانية أول من حذر، بالتحديد يوم 28 نونبر، من قرب وقوع هجمات إرهابية بالمخيمات، التي يمكن أن تتخذ شكل هجوم بسيارة مفخخة أو احتجاز رهائن من الرعايا الإسبان وأعضاء من المينورسو، التي لديها، بالإضافة إلى تمثيلية في الرابوني، العديد من فرق العمل في شرق نظام الدفاع المغربي.
تجدر الإشارة إلى أن حالة التأهب من احتمال وقوع هجمات إرهابية في تندوف قد تم تأكيدها بالفعل، يوم 2 دجنبر الجاري، من قبل مصدر أمني جزائري مجهول الهوية، قبل أن يتم نفيه بشكل غريب في اليوم نفسه! من قبل المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بنعلي شريف.
وقال هذا الأخير: "فيما يتعلق بالتحذير المزعوم الذي أصدرته الحكومة الجزائرية إلى المينورسو بشأن خطر اختطاف الأجانب في مخيمات اللاجئين الصحراويين، والذي نشر في وسائل الإعلام الأجنبية، بما في ذلك موقع إلكتروني مسجل بفرنسا ويعمل في الجزائر، وسائل الإعلام الأجنبية التي قامت بترويج هذه الأخبار الزائفة وغير المؤسسة دأبت على توظيف مثل هذه الأخبار للمناورة بهدف المساس بالجزائر وشعبيها ومؤسساتها".
ولإعطاء نوع من "المصداقية" لهذا النفي المذهل، فقد ذهب الديبلوماسي الجزائري إلى استعمال معجم نظرية المؤامرة "إن التوقيت الذي اختاره المسؤولون عن هذه الوسائل ورعاتهم ليس بريئا، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق الإقليمي، ولا سيما مع قرب بعض المواعيد الهامة".
وهكذا فإن الإنكار الجزائري الرسمي لاحتمال وقوع مثل هذه العمليات الإرهابية، يشكل (وبصورة فاضحة) كذبة دولة كبيرة، كما تؤكد ذلك اليوم التصريحات الصادرة عن المينورسو، التي تشير إلى أن السلطات الجزائرية، على غرار السلطات الإسبانية، قامت بالفعل بتحذير الأمم المتحدة باحتمال وقوع مثل هذه الهجمات الإرهابية ضد موظفيها وعمال الإغاثة الإسبان العاملين في مخيمات تندوف.