لم تتضرر صورة الجيش الوطني الشعبي قط مثلما هو عليه الحال كما خلال فترة الولاية المزدوجة لأحمد قايد صالح، كرئيس أركان الجيش الوطني الجزائري (منذ 2002) وكنائب وزير الدفاع (منذ 2013). هذا الجنرال حول قيادة الأركان الجيش الوطني الشعبي إلى "محمية في خدمة الأصدقاء والمحتالين".
وقد شرح مؤخرا أحد كولونيلات الجيش الوطني الشعبي، فضل عدم الكشف عن هويته، كيف أن ترقية داخل الجيش أصبحت مشروطة بمدى الولاء لـ"فخامته" والهدايا المقدمة له وبشكل خاص الساعات الفاخرة.
لكن الموضوع الحقيقي ليس هو هذا الأمر. فيوم أمس الثلاثاء 24 شتنبر، حدث في الجزائر العاصمة، خلال المظاهرات الطلابية المناهضة للنظام، أمر معبر جدا يؤشر على القطيعة بين الشعب والجيش.
فقد قام أحد أتباع الجنرال بالتسلل بين المتظاهرين المعادين للنظام العسكري وهو يحمل لافتة مكتوب عليها الشعار التالي: "الجيش، الشعب، خاوة خاوة"، وهو نفس الشعار الذي كان يرفعه المتظاهرون منذ بداية الحراك الشعبي ضد النظام الجزائري منذ يوم الجمعة 22 فبراير 2019.
ربما تصرف هذا الشخص "الدخيل" كان بمثابة اختبار للجنرال. غير أن الرد على هذا التصرف من قبل المتظاهرين كان معبرا جدا. "الشعب يريد إسقاط قايد صالح"، هكذا صدح المتظاهرون الذي قاموا بعزل الشخص الدخيل وكأنه مصاب بالطاعون.
لنكن واضحين: تمكن الجنرال أحمد قايد صالح خلال 32 أسبوع (منذ 22 فبراير الماضي) من التقليل من شأن الجيش في عيون الشعب الجزائري الشقيق الذي يطالب بتأسيس دولة مدنية ديموقراطية وشعبية حقيقية، بدلا من هذا النظام الوحشي والقمعي.