أمام المواجهات القبلية الدامية، التي نشبت يوم الأربعاء 18 شتنبر الجاري في المنطقة الواقعة ما وراء الجدار بالصحراء المغربية وبالضبط بمنطقة المهيريز، لم تجد قيادة البوليساريو بدا من اللجوء إلى نظرية "المؤامرة" التي تدعي بأن "المخزن" قام بالتخطيط لها! لا الشهادات التي تم جمعها من المتحاربين أنفسهم، أي من السواعد والبيهات، المنتميان إلى الركيبات، ولا الصور التي التقطت في مسرح المواجهة المسلحة التي اندلعت بينهما يوم الأربعاء 18 شتنبر في "بئر تيغيسيت" واستمرت في المهيريز، لم تكن كافية لجبهة "العار" لكي تعود إلى رشدها وتعترف بمسؤوليتها عن هذه السابقة الخطيرة للغاية في منطقة من المفترض أن تكون منزوعة السلاح، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 6 شتنبر 1991.
ومع ذلك، هناك أصوات ارتفعت من قلب تندوف لإدانة إنكار هذا الواقع، بل ضلوع القادة الانفصاليين في تجارة المخدرات. في هذا التسجيل الصوتي الذي أرسله مصدر إلى Le360، قام صحراوي بمخيمات لحمادة بتسمية ثلاثة قادة كبار في الجبهة الانفصالية ضالعون في تهريب المخدرات.
على رأس هؤلاء يوجد رئيس الأمن العسكري لجبهة البوليساريو، إبراهيم محمود بيد الله الملقب بـ"كريكاو" (شقيق محمد الشيخ بيد الله، الرئيس السابق لمجلس المستشارين). ثم يأتي بعده الرئيس السابق لما يسمى بـ"جيش التحرير الشعبي الصحراوي"، محمد لامين البوهالي، مؤسس موقع دعائي انفصالي يطلق عليه "المستقبل الصحراوي". وأخيرا، القيادي في جبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد.
هذا الثلاثي الجهنمي تذكر أسماؤهم في عدة قضايا مرتبطة بتهريب الكوكايين الذي يتم نقله من أمريكا اللاتينية عبر المحيط الأطلسي، إلى السواحل الموريتانية أو المالية. ولا بد من التذكير هناك بقضية "إيركوكايين" عندما اكتشفت السلطات المالية، في عام 2009، طائرة محروقة في صحراء مالي، قبل أن تعتقل اثنين من المشتبه بهم، من بينهم صحراوي ينحدر من المخيمات التي تسيطر عليها البوليساريو. وكان الشخصان المشبه فيما ينتميان إلى شبكة تمكنت من إرسال طائرة صغيرة محملة بالكوكايين بقيمة تزيد على300 مليون يورو!
وهذا ليس كل شيء! القادة الانفصاليون الثلاثة المذكورون سالفا معروفون برعايتهم لتجارة تهريب الأسلحة المربحة في منطقة الساحل والصحراء، لصالح مختلف الجماعات الجهادية التي تتواجد في هذه المنطقة الحساسة، المنتسبة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وكذا إلى "الدولة الإسلامية" للخليفة المزيف أبو بكر البغدادي.
هل من قبيل الصدفة أن يكون زعيم الجماعة الموالية لداعش،"الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، المدعو عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي كان عضوا فيما يسمى "جيش التحرير الشعبي الصحراوي"، قبل أن يتحول إلى ممارسة الأنشطة الإرهابية؟