زلة جديدة أخرى ارتكبها حزب اليمين المتطرف الإسباني، فوكس، بحق المغرب والمغاربة. غير أن آماله في الخروج منها سالما هذه المرة تبدو ضئيلة جدا.
فقد سمح هذا الحزب اليميني المتطرف لنفسه بنشر رسالة تنضح كراهية للأجانب على موقعه الرسمي، بعدما اختيرت يوم ثامن من هذا الشهر ببلدة أوتورا بغرناطة فتاة مغربية تبلغ من العمر 16 سنة ملكة جمال تلك الجماعة الواقعة في منطقة الأندلس.
"ألا توجد في أوتورا أية فتاة أخرى جميلة غير هذه الفتاة المغربية؟"، هكذا هاجم هذا الحزب الفتاة المغربية في تلك الرسالة التي لا يمكن للمرء أن يقرأها لكونها تنضح بالكراهية والعنصرية.
غير أن رد فعل عائلة الشابة المغربية كان سريعا وحاسما. فقد سارعت أمها خدي وأختها الكبرى، كاوتي، إلى أول مفوضية للشرطة ببلدية أوتورا من أجل وضع شكاية لدى الحرس المدني ضد الحزب الفرانكاوي الجديد الذي يقوده سانتياغو أباسكال.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. بل إن شكايتين آخرتين سيتم وضعهما فيما بعد لدى الشرطة الإسبانية. الأولى من طرف أقارب الفتاة الشابة والثانية من قبل المجلس البلدي ذي الأغلبية الاشتراكية (الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحاكم).
وقد أحيل الأمر على المدعي العام بغرناطة، كما أن تحقيقا فتح بشأن جريمة الكراهية وجريمة انتهاك السلامة المعنوية للضحية التي ظل اسمها سريا لسبب بسيط هو أنها مازالت قاصر.
وسائل الإعلام، بجميع تلاوينها، انتقدت هذه الخرجة الإعلامية للحزب العنصري. كما اجتاحت موجة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي ضد هذه التصريحات العنصرية البغيضة الصادرة عن هذا الحزب الذي يحلم بالعودة إلى فترة فرانكو البئيسة والذي لا يتحين أية فرصة من أجل نفث سموم كراهيته البدائية ضد "الأجنبي"، وبشكل خاص ضد المغاربة، إذ بلغت به الوقاحة إلى طلب بناء جدار أسمنتي بين المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، وشمال المغرب، من أجل الحد مما يسميه بتدفق المهاجرين على إسبانيا.
هناك إذا ثلاث شكايات وضعت بتهمة ارتكاب جرائم الكراهية وتحقيق أمر به المدعي العام في غرناطة واحتجاجات من وسائل الإعلام والجمهور الإسباني على هذه التصريحات...
كان حزب فوكس يعتقد أن زلته العنصرية الجديدة ستمر هذه المرة مرور الكرام. ولكنه يوم 17 شتنبر الجاري اضطر هذا الحزب أن يتراجع ويسحب الرسالة المثيرة للجدل، مقدما اعتذارا علنيا للشابة المغربية ولعائلتها ولكل من يعنيهم من قريب أو بعيد هذه الرسالة التي تقطر كراهية وحقدا. بل أكثر من ذلك، قام بنشر رسالة أخرى يناقض مضمون الرسالة الأولى، مدعيا أن هذا المضمون لا يتوافق وخطه السياسي!
إنه بكل بساطة غير مسؤول، جبان وغير مقبول.