وأوضحت جريدة أخبار اليوم في عدد يوم غد (الاثنين)، أن بنكيران عاد، لأول مرة، منذ تشكيل حكومته الثانية إلى عبارتي "التماسيح والعفاريت"، محذرا أعضاء حزبه من أن هؤلاء يتربصون بهم لاصطياد أخطائهم، وأنه هو نفسه يتبع هذه القاعدة، معلنا أنه يتجنب القيام بكثير من الأشياء التي يخوله القانون إياها، تجنبا لمنح خصومه فرصة لمهاجمته واتهامه بالتلاعب واستغلال المنصب.
وحسب الجريدة ذاتها، فقد هاجم بنكيران البام في سياق حديثه عن اغتيال الحسناوي، قائلا:” أتحسبون أنكم تخفون عنا؟ إنكم لا تخفون عنا.. وشحال درتو قبل 20 فبراير وجاءت وكشفت الغطاء، وفيكم من ذهب إلى فرنسا ليختبئ مثل الثعبان، حتى خدا الضمانات عاد جا وبان ليه بنكيران"، في إشارة إلى العماري الذي كان يوجد بفرنسا في بداية مسيرات 20 فبراير.
بعد ذلك، هاجم بنكيران فريقا من الإتحاديين قال إن النضال عندهم "وسيلة لقطف أكبر عدد من الثمار والغنائم، حيث يعتبرون أنفسهم أنهم ضحوا من أجل كل هذا في وقت من الأوقات..”، أما حميد شباط فكان نصيبه المقارنة بالراحل علال الفاسي:”والله يرحم سي علال الفاسي، لما مات، الحسن الثاني هو من أكمل أداء ثمن بيته، هادو هوما زعما حزب الاستقلال".
ولم تنج من هجوم بنكيران القناة الثانية وصحيفتا الصحراء المغربية ولماتان متسائلا:”كيف لصحيفة تعتبر رسمية أن تهاجم الحكومة بينما يفترض أن تدعمها؟".
وفي السياق نفسه نقلت جريدة الأخبار، في عدد يوم غد (الاثنين)، استمرار "الصراع" بين حزبي الاستقلال والبيجيدي في الدائرة الانتخابية مولاي يعقوب، إذ أشارت إلى أن حزب العدالة والتنمية تقدم بمذكرة إلى رئيس المجلس الدستوري، للطعن في نتائج الانتخابات التشريعية الجزئية التي جرت يوم 24 أبريل الماضي والتي أسفرت عن فوز مرشح حزب الاستقلال.
وحسب الجريدة نفسها، فإن مذكرة الطعن تشير إلى أن الاقتراع لم يجر طبقا للإجراءات المقررة قانونا، كما أنه لم يكن حرا وشابته مناورات تدليسية خطيرة.
وطعن بيجيدي في استغلال حزب الاستقلال للخطاب الديني خلال الحملة الانتخابية، فالخطاب السياسي للمرشح خلال الحملة "تضمن استغلال للدين الإسلامي كثابت من ثوابت الأمة من أجل الظفر بمقعد انتخابي"، إذ كان مرشح حزب الاستقلال "يبدأ خطاب حملته بأحاديث نبوية ويختمه بآية قرآنية وبين هذا وذاك يوزع الوعود الانتخابية".
من جهتها حصلت المساء على نسخة من مذكرة الطعن الانتخابي بدائرة مولاي يعقوب، مشيرة في عدد يوم غد (الاثنين)، إلى أن المذكرة استندت إلى "استغلال مرشح حزب الاستقلال مجلس النواب من أجل استماتة الناخبين عن طريق التدليس".
التماسيح والعفاريت
كشف رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، مرة أخرى، عن خلفية استعماله لمصطلحي التماسيح والعفاريت، اللذين كثيرا ما استعملهما في خطبه السياسية، حتى أنه في لقاء سابق ذكر أن "العفاريت هم من يحركون البيادق لتنفيذ مخططاتهم دون أن تعرف من هم أو من أين أتوا”، قبل أن يعود مجددا إلى اتهام خصومه السياسيين ووسائل الإعلام بهذا النعث.
“عبثية" مصطلح "العفاريت" دفعت الأحزاب المعارضة إلى مطالبة أكثر من مرة من رئيس الحكومة الكشف عن هؤلاء الذين يسميهم بالعفاريت والتماسيح الذين يعكرون صفو "الإصلاح" الذي يقوده، معتبرين ذلك مجرد "اختباء" وراء هذه المسميات لـ" إخفاء عجزه" عن المساس بالملفات الحساسة والتي جعلها حزب المصباح ضمن برنامجه الانتخابي. فهل كشف بنكيران عن "جيوب مقاومة التغيير"؟
الأكيد أن عبد الإله بنكيران عندما أدخل العفاريت والتماسيح في خطابه السياسي لم يكن لمجرد التنكيت أو الفرجة بل لإيصال رسائل لمن يهمهم الأمر من هؤلاء الذين نعتهم بهذه النعوت من جهة، لكنه سقط في حرب من المواجهات أكيد أنها لن تساهم إلا في "تمييع" المشهد السياسي.