الانتخابات الرئاسية التونسية: حملة إعلامية جزائرية ضد مرشح صديق للمغرب

سعيد الصافي، أحد أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية

سعيد الصافي، أحد أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية . DR

في 09/09/2019 على الساعة 14:08

يتعرض المثقف اليساري التونسي، سعيد الصافي، أحد أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية التي ستجرى يوم 15 شتنبر الجاري، لحملة إعلامية يحرك خيوطها النظام العسكري الجزائري. وفيما يلي أسباب هذه الحملة.

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التونسية المقرر إجراؤها يوم 15 شتنبر الجاري، يتعرض المثقف اليساري سعيد الصافي، الذي يعرف بأنه مؤيد للمغرب، لحملة مسعورة من قبل الجزائر وبالتحديد من قبل النظام العسكري الحاكم في هذا البلد.

سبب هذه الحملة المسعورة التي يتعرض لها هذا الصحفي والكاتب التونسي، الذي دافع دائما على سياسة الانفتاح التي يتبعها المغرب وينتقد سياسة الانغلاق التي يتبعها النظام العسكري الجزائري الحقود، هو التصريح الذي أدلى به يوم الخميس 7 شتنبر على شاشة التلفزيون التونسي، الذي كشف فيه عن رؤيته من أجل إنعاش "السياحة الحقيقية" و"ليست سياحة المليون جائع الذين يأكلون أكل التونسيين"، بحسب ما أكده في ذلك البرنامج.

وعقب هذا التصريح سارعت وسائل الإعلام الجزائرية الخاضعة لتعليمات الجنرال أحمد قايد صالح إلى شن حملة ضد المرشح التونسي، مدعين بأن السياح الذين يستهدفهم سعيد الصافي في تصريحاته هم السياح الجزائريين، مع اللعب على وتر الوطنية وعلى شبح تدهور العلاقات بين الجزائر وتونس في محاولة بئيسة لتشويه سمعة المرشح سعيد الصافي.

والغريب في الأمر أن الصحافة الجزائرية الخاضعة لتعليمات العسكر تجاهلت عن عمد أن عدد الجزائريين الذين ذهبوا إلى بلد الياسمين، كما تبرز ذلك الأرقام التي قدمها المسؤولون الجزائريون أنفسهم، هو مليوني شخص وليس مليون، كما ذكر المرشح الرئاسي التونسي سعيد الصافي.

إن هذا النوع من التجاهل المتعمد أصبح ممارسة اعتيادية من قبل الصحفيين الجزائريين. إن التوضيح الذي نشره سعيد الصافي على صفحته على الأنترنيت لن يناقض هذه الحقيقة.

فردا على الحملة المسعورة التي استهدفته من قبل وسائل إعلام عسكر الجزائر، أوضح المرشح التونسي أن المستهدف من تصريحاته ليس السياح الجزائريين ولكن السياح الآتين من أوروبا الشرقية والذين يبلغ عددهم بالتحديد مليون شخص.

وفي نفس الوقت، وصف سعيد الصافي، الصحفي العارف بخبايا الأمور، المحرضين على هذه الحملة دون ذكر أسمائهم بأنهم "مثيرو الفتنة" و"صيادون في المياه العكرة"، مفوتا الفرصة على معارضيه في تونس الذين يحاولون تصيد أخطائه وعلى النظام الجزائري الذي لا يفوت أية فرصة من أجل محاولة تشويه صورته.

والسبب في ذلك، أن سعيد الصافي لا يخفي إعجابه بالنموذج المغربي الذي يعرفه جيدا، لسبب بسيط هو أنه تابع دراسته بجامعة محمد الخامس بالرباط (انظر الفيديو).

وبالمقابل، لم يخف سعيد الصافي أبدا امتعاضه من النظام الجزائري، منتقدا رفضه إعادة فتح الحدود وإعادة الدينامية إلى المغرب الكبير من جهة وسياسته الداخلية الكارثية من جهة أخرى.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 09/09/2019 على الساعة 14:08