ولا يبدو أن قايد صالح مستعد لنسيان تلك الهزيمة النكراء...
نعرف الآن أكثر بخصوص العداء المستحكم الذي يكنه للمغرب الرئيس القوي في النظام الجزائري، أحمد قايد صالح. ولا يبدو أن كراهية هذا الجنرال ضد المغرب ستزول وتتلاشى في المستقبل لكونها قوية ومتغلغلة في أعماقه.
هذه الكراهية تعود إلى ليلة 27 يناير 1976. قامت وحدة للجيش الجزائري، كان يقودها في ذلك الوقت أحمد قايد صالح الذي عين للتو قائدا للقطاع العملياتي الأوسط للناحية العسكرية الجزائري المحاذية للصحراء المغربية، في منطقة أمغالا المغربية وذلك لمساعدة مرتزقة جبهة البوليساريو الانفصالية.
لكن كان رد القوات المسلحة الملكية الباسلة تدخلت بقوة وسحقت هذه الوحدة العسكرية الجزائرية المغامرة.
كان الرد المغربي قويا إلى درجة أحمد قايد صالح هرب تاركا وحدته في قبضة القوات المسلحة الملكية الشجاعة التي تمكنت، على مدى ليلتين من المعارك الضارية، من أسر ما لا يقل عن 100 جندي جزائري، مما جعل الرئيس الجزائري السابق الكولونيل الهواري بومدين إلى صب جام غضبه ضد القائد الهارب.
بومدين لقايد صالح: "عد إلى الدراسة من جديد مع الطلبة الضباط"
وبحسب روايات عدد من قادة رفيعي المستوى بالجيش الوطني الشعبي والتي نشرت على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام الجزائرية، ومن بينها رواية الجنرال المتقاعد خالد نزار، فإن القائد السابق أحمد قايد صالح لم يخرج سالما من هذه التجربة الفاشلة.
فالهواري بومدين، واسمه الحقيقي هو محمد بوخروبة، غضب غضبا شديدا وأمر بإحداث تغييرات على رأس القطاعات العملياتية.
وقال بومدين بحدة: "فليعودوا إلى الدراسة من جديد مع الطلبة الضباط". وكان أول ضحايا هذه التغييرات هو أحمد قايد صالح الذي عوض بليامين زروال (الذي أصبح فيما بعد رئيسا للجزائر ما بين 1994 و1999).
ويؤكد قادة سابقون بالجيش الوطني الشعبي أن قايد صالح "تم نقله وتعيينه مديرا لتكوين ضباط الاحتياط في البليدة. ومر بأوقات عصيبة. الأشخاص الذين اشتغلوا تحت إمرته يفسرون "تعاطفه" مع المجندين الشباب بالخسائر التي حدثت بأمغالا".
وأكد هؤلاء القادة السابقين بأن "هذا الأمر ظل راسخا بذهنه". وشدد ملاحظ على أن هذه "الهزيمة ولدت له "عداء" مستحكما اتجاه المغرب. وهذا يتجلى في نبرته الحازمة ضد "العدو الخارجي" في خطبه التي يلقيها خلال تفقده للوحدات العسكرية بالمناطق العسكرية المجاورة للجار الغربي".
كل هذه التصريحات تظهر الضغينة التي مازال يكنها هذا الجنرال الذي جاوز الثمانين سنة، والمتهم بأنه يرغب في السيطرة على مقاليد السلطة بعدما أزاحه سيده السابق، عبد العزيز بوتفليقة.
