تمنى "الرئيس" الوهمي لما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية" الوهمية، إبراهيم غالي لو ابتلعته الأرض يوم الأربعاء سابع غشت الذي تزامن مع اختتام الدورة العاشرة لما يسمى بـ"الجامعة الصيفية لأطر البوليساريو".
والسبب في ذلك أن أي ممثل للحكومة الجزائرية أو للقصر الرئاسي أو حتى الجيش الوطني الشعبي لم يكن حاضرا بقصر المؤتمرات ببومرداس، الذي كان شبه فارغ، باستثناء حضور بعض الرموز السابقة للحزب الوحيد السابق، حزب جبهة التحرير الوطني، والذي يطالب الشعب الجزائري بكل قوة بحله، وكذا عناصر من التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه الوزير الأول السابق أحمد أويحيى المعتقل حاليا بسجن الحراش بالجزائر العاصمة. ولتأتيث هذا العدم (الوجودي)! حضر بعض ممثلي ما يسمى بـ"المجتمع المدني" الذين فقدوا مصداقيتهم بتواطؤهم مع النظام الفاسد والمافيوي الذي يقوده حاليا رئيس أركان الجيش الشعبي، الجنرال أحمد قايد صالح.
وفي ظل هذا المشهد البئيس والذي بدا بشكل جلي على محيا زعيم الانفصاليين لدى وصوله الأربعاء الماضي إلى مكان انعقاد "الجامعة الصيفية" ببومرداس (انظر الصورة أعلاه)، فإن هذا الأخير اضطر إلى إلقاء خطبة أمام مجموعة الشخصيات الحربائية التي كانت إلى جانب جماعة بوتفليقة التي تفككت بإزاحة رئيس الجمهورية السابق، مثل الصادق بوغطاية أو والي بومرداس، المدعو يحيى يحياتن.
أمام هذا الفراغ القاتل، يطرح السؤال بخصوص أسباب امتناع "الحكومة" الجزائرية الخاضعة للعسكر، و"الرئيس بالنيابة" عبد القادر بنصالح، أو حتى الجنرال المقماق (الشخص الذي يتكلم وكأن صوته يخرج من بطنه) أحمد قايد صالح، عن حضور "نشاط" لكيان وهمي اسمه "الجمهورية الصحراوية"، خاصة وأن الجزائر تعد الراعي الرسمي له ولهذه "الجامعة الصيفية لأطر البوليساريو" التي هي في حقيقة الأمر هي جامعة لتكوين وتدريب "انفصاليي الداخل" على تقنيات حرب العصابات، والدعاية والترويج للأخبار المغلوطة ضد "العدو" المغربي.
إن السبب، الذي روج له موقع دعائي انفصالي والذي لن نذكر اسمه لكونه لا يكف عن ترويج الأخبار الكاذبة ضد المغرب، يثير الضحك: أعضاء "حكومة كذبة أبريل"-وهو الاسم الذي أطلقه الشعب الجزائري الشقيق على حكومة بلاده-تخوفوا من أن يتعرضوا للإهانة أو الطرد من قبل سكان بومرداس، إذا ما حلوا بهذه المدينة التي لا تبعد إلا بـ45 كلم عن نادي الصنوبر بالعاصمة، حيث تقيم الطغمة الأوليغارشية الجزائرية.
الشعب الجزائري، الذي يقود حركة احتجاجية شعبية عارمة ضد النظام الفاسد منذ 22 فبراير الماضي، لم يعد يطيق وجود "وزراء العار" الذين تم فرضهم من قبل الطغمة العسكرية الحاكمة وعلى رأسها الجنرال أحمد قايد صالح. هذه الطغمة العسكرية لم تتجرأ على المغامرة بحضور هذه "الجامعة الصيفية" ببومرداس، من أجل دعم مرة أخرى كيان انفصالي وهمي على حساب دافعي الضرائب الجزائريين، وذلك بهدف ضرب مصالح المغرب، البلد الجار الذي تربطه بالشعب الجزائري الشقيق علاقات تاريخية قوية ومستقبل مشترك.