صورة مؤلمة قدمت للرئيس الجزائري المعزول عبد العزيز بوتفليقة، الذي يقضي أيامه... الحزينة ببيت أمه بـ"حي الأبيار" بأعالي الجزائر. أسرار حياة الرئيس الجزائري السابق (1999-2019) كشف عنها أطباؤه ونشرتها صحيفة الشرق الأوسط.
ووصف عضو بالفريق الطبي المعالج لرئيس الدولة الجزائري السابق أن "بوتفليقة يقضي معظم وقته بحديقة الفيلا الحاجة منصورية (اسم والدة بوتلفيقة) المحاطة بأسوار شاهقة، لا تتيح رؤية ما بداخلها".
وأكد هذا العضو أن "بوتلفيقة لا يتخلى عن جلبابه المغربي"، مؤكدا بالمقابل أن الرئيس السابق، الذي عزل يوم ثاني أبريل الماضي من منصبه تحت ضغط الشارع والجيش، يتجرع اليوم مرارة "خيانة" أقرب مساعديه وبشكل خاص رئيس أركان الجيش، الجنرال أحمد قايد صالح.
الهاجس الوحيد لبوتفليقة، الذي لا يتابع الأخبار الجزائرية والدولية، هو مصير أخيه الأصغر السعيد بوتفليقة المعتقل منذ ثلاثة أشهر بسجن البليدة، التي تبعد بحوالي 35 كلم عن الجزائر العاصمة، برفقته في السجن الرئيس السابق لدائرة الاستعلام والأمن الجنرال محمد لمين مدين المعروف باسم "توفيق" والمساعد السابق لهذا الأخير، عثمان طرطاق المعروف باسم "البشير". والتهمة الموجهة لهؤلاء هو محاولة القيام بـ"انقلاب ضد الدولة والتخابر مع الخارج".
وكشف أحد أفراد عائلته أن "أقرباء له حاولوا إقناع عبد العزيز بوتفليقة بطلب مقابلة قائد الجيش أحمد قايد صالح أو مراسلته لمناشدته الإفراج عن أخيه الأصغر. غير أنه رفض". والسبب في ذلك أنه يحس بأنه هو نفسه "مستهدف". وبحسب عبد العزيز بوتفليقة، فإن " الأسلوب المتبع ضدي في إجباري على الاستقالة (صالح جمع كل القادة العسكريين وطالبه بالتنحي وهو ما تم في اليوم نفسه)، يؤكد أنني أنا شخصيا وعائلتي في عين الإعصار".
ونقلت الشرق الأوسط عن المصدر ذاته أنه سمع ذات يوم بوتفليقة يقول بمرارة لأخته زهور "لا أفهم سر كل هذا التحامل علي. لقد تسلمت الحكم والبلد على كف عفريت. الإرهاب يقتل، والناس خائفون على مستقبلهم، والاقتصاد منهار (...)، وتحملت مسؤولياتي بأن أعدت الأمن إلى البلد، ووضعت الجزائر في كل المحافل العالمية الكبرى (...). حاولت بكل طاقتي أن أصحح الاختلالات في الاقتصاد. ربما عجزت عن ذلك، وربما خدعني من وضعت فيهم ثقتي... ولكن أبدا لم يكن في نيتي الإساءة لبلدي".
لقد رأيتم أنه استعمل كلمة "بلادي". أي بلد يقصد؟ الجزائر التي أطاحت به؟ أم بلد جدوره، المغرب الذي تنكر له، بل الأدهى من ذلك أساء إليه كثيرا؟
من قال بأن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة!