أعلنت حركة "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير" المعارضة لجبهة البوليساريو أن ناشطين صحراويين، وهما مولاي أبا بوزيد وفاضل بريكة، المعروفان بمواقفهما المعارضة للبوليساريو والذين اعتقلا لهذا السبب بتندوف فوق التراب الجزائري، دخلا في إضراب عن الطعام احتجاجا على الاعتقال التعسفي والمعاملة اللإنسانية التي يتلقوها داخل المعتقل. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية 'أوربا بريس"، فإن الناشطان دخلا في هذا الإضراب منذ الاثنين الماضي 15 يوليوز.
وعبرت عائلة أبا بوزيد عن قلقها الشديد من صحة ابنها داخل المعتقل، خاصة وأنه مصاب بمرض مزمن.
وفضلا عن بريكة وناشط صحراوي آخر وهو المدون محمود زيدان، أودع بوزيد سجن الذهيبة بالرابوني يوم 17 يونيو الماضي. ذنبهم الوحيد هو أنهم نشروا خلال الأشهر الأخيرة تدوينات على الفايسبوك ينتقدون فيها بشدة قادة جبهة بوليساريو. واعتبر هؤلاء القادة هذا السبب كافيا من أجل اتهام المعارضين الثلاثة بالتمرد والتشهير والقذف.
من أجل تحقيق العدالة، طالبت المبادرة الصحراوية من أجل التغيير، وهي منظمة يوجد مقرها بإسبانيا، بتدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لفائدة هؤلاء المعارضين. والغرض من هذا الإجراء هو أيضا "ضمان حقوق" هؤلاء المعارضين.
يذكر أن المنظمة غير الحكومية الأمريكية هيومان رايت ووتش طالبت، أمس الثلاثاء 16 يوليوز، مسؤولي "الجمهورية الصحراوية" الوهمية، أن يقدموا دلائل على "الجرائم" التي ارتكبها المناضلون الصحراويون الثلاثة المعتقلين أو إطلاق سراحهم.
وصرحت بهذا الخصوص لاما فقيه، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وإفريقيا لهيومان رايتش ووتش، قائلة: "يتعين على البوليساريو أن تثبت بشكل موثوق أن بوزيد وبريكا وزيدان قد ارتكبوا أفعالا إجرامية حقيقية، وليس فقط انتقاد جبهة بوليساريو بشكل سلمي".
وأكدت، وفق بلاغ لهذه المنظمة غير الحكومية الأمريكية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، أنه "في غياب أدلة عن أنشطة إجرامية، فإنه يتعين إطلاق سراح الأشخاص الثلاثة". وأشارت هذه المنظمة أنه "بعد مرور شهر على اعتقالهم، فإن السلطات لم تكشف عن العناصر التي تدعم اتهاماتها".
وطالبت لاما فقيه الجزائر بتحمل مسؤولياتها إزاء هذا الوضع، معتقدة أن الجزائر "لا يمكنها أن تغضي الطرف عن خرق حقوق الإنسان من قبل البوليساريو فوق أراضيها".
يذكر أن أبا بوزيد وفاضل بريكة هما عضوان بحركة المبادرة الصحراوية من أجل التغيير. أما محمود زيدان فهو صحفي وعضو منتدى الشباب الصحراوي من أجل الحل الذي يوجد مقره هو الآخر بإسبانيا. هاتان المنظمتان تنتقدان قيادة البوليساريو وتطالبان بمقاربات جديدة من أجل حل قضية الصحراء، بحسب هيومان رايت ووتش.