في مجال الحرب بالوكالة نعرف جيدا أن «البوليساريو» بارعة وتتخطى الحدود الخيال، خصوصا عندما تأكد تعبئة الجبهة الانفصالية لأتباعها في الأقاليم الجنوبية لتنظيم مظاهرة، مساء اليوم الأحد.
وعلم Le360 من مصادر موثوقة، أن انفصاليي الداخل سيستغلون الفوز المتوقع للفريق الجزائري على غريمه النيجري برسم نصف نهائي منافسات «الكان»، (يستغلون) للخروج في مظاهرات ليس للتعبير عن فرحهم بالانجاز الذي قد يحققه المنتخب الجزائري وكذا المستوى الذي ظهر به المنتخب في «الكان» ولكن سيتظاهرون لدعم الطرح الانفصالي المجانب للصواب.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الجزائري ويلات المعيشة الصعبة والاستبداد والأزمة السياسية الخانقة التي تترجم حاليا بوقفات ومظاهرات للشعب الجزائري، استبشر الجزائريون خيرا بأداء منتخبهم خلال منافسات «الكان»، لكن بيدو أن هناك جهة أخرى تطمح إلى استغلال هذا الانجاز وتوجيهه لدعم أطروحة انفصالية لطالما جانبت الصواب والجدية.
ويستعد انفصاليو الداخل بأهم مدن الأقاليم الجنوبية، للخروج للاحتفال رافعين رايات الجزائر وشعارات «البوليساريو»، مستغلين بدذلك فرحة شعب آخر لغرض رخيص وغريب متناسين أن الفرحة والانتصار مستحق لشعب واحد هو الشعب الجزائري.
ويتناسى انفصاليو الداخل أن الجزائريين يخوضون يوميا نضالا مستميتا لمواجهة النظام الجزائري الذي أبان عن عجزه إخراج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية الخانقة.
الاستيلاء على نصر رياضي واستخدامه كذريعة ومطية لتسويق الأطروحة الانفصالية المفتقدة للشرعية لا يمكن وصفه إلا بالتصرف الصبياني. ويبدو أن «البوليساريو» وصل بها الهذيان حد الروكوب على أي حدث.
خطوة انفصاليي الداخل تخطت أسوار الواقع نحو الخيال، إلا إذا كان هؤلاء الانفصاليين يعتبرون أنفسهم جزائريين وهنا فهم لم يخطؤوا فقط في «القضية» ولكن حتى في مكان الدفاع عنها.